محمد أوجار: المغرب على أعتاب مرحلة حاسمة في قضية الصحراء بدعم دولي غير مسبوق

تشهد قضية الصحراء المغربية تطورات نوعية على الساحة الدولية، حيث بات الموقف المغربي يحظى بتفهم ودعم متنام من قبل عدة قوى إقليمية ودولية، في مقدمتها مجلس الأمن، الاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الإفريقية. ويأتي هذا الزخم الدبلوماسي نتيجة جهود مستمرة أثمرت عن تغيير جذري في تعاطي المجتمع الدولي مع الملف، إذ ينظر الآن إلى مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية باعتباره الحل الوحيد والواقعي لإنهاء النزاع.

وفي هذا السياق، صرح محمد أوجار، وزير العدل الأسبق وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن المرحلة الحالية تمثل تحولا نوعيا، مشيرا إلى أن الشهور المقبلة ستكون حاسمة في ضوء الحركية الإيجابية التي تعرفها القضية. وتعزز هذه الدينامية بدعم واضح من بعض العواصم الدولية المؤثرة، منها واشنطن وباريس، إلى جانب الموقف التاريخي لإسبانيا، وتأييد أكثر من 20 دولة داخل الاتحاد الأوروبي للمبادرة المغربية.

ويرى المتحدث ذاته أن هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية وتوجيهات حازمة، جعلت من قضية الصحراء معيارا للعلاقات الخارجية للمملكة، ما أسفر عن إعادة رسم مواقف العديد من الدول تجاه الملف.

من جهة أخرى، أطلقت حملة تواصلية واسعة من مدينة الداخلة، إحدى أبرز مدن الصحراء المغربية، حاملة رسائل قوية حول الانخراط الوطني في الدفاع عن الوحدة الترابية، والاحتفاء بالإنجازات الدبلوماسية التي تحققت. كما تزامن هذا التحرك مع تسليط الضوء على الجهود التنموية التي تبذلها الحكومة في هذه المناطق، لتحويلها إلى أقطاب اقتصادية واعدة، تعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية الشاملة لجميع جهات المملكة.

وقد أشار المصدر إلى أن مدينة الداخلة تحولت إلى ورش مفتوح للاستثمار والبنية التحتية، بما يجعل منها نموذجا للمناطق الناهضة، ويبرهن للعالم جدية المغرب في تعمير وتنمية أقاليمه الجنوبية.

وفي سياق تقييم الأداء الحكومي، اعتبر المتحدث أن المرحلة الحالية تقتضي تواصلا مباشرا وصريحا مع المواطنين، بعيدا عن الخطابات الشعبوية، وذلك من خلال جولات ميدانية تشمل مختلف الجهات. وتهدف هذه اللقاءات إلى عرض ما تم إنجازه من برامج ومشاريع، خصوصا في مجالات التعليم والفلاحة والصحة والصيد البحري، إلى جانب الاستماع لانشغالات الساكنة واقتراحاتهم.

وأكد أن هذا النهج التشاركي يشكل أساسا لتصحيح المسار، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة، كما يمهد لوضع تصور جديد للتنمية في أفق 2030، مبني على مقاربة واقعية تنبثق من الميدان، وتراعي احتياجات المواطنين وتطلعاتهم.

واختتمت هذه الجولة برسائل واضحة حول أهمية التعبئة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية، لمواجهة محاولات التشويش على وحدة البلاد، ولضمان الاستمرارية في تحقيق المكتسبات السياسية والتنموية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى