رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في زيارة رسمية إلى المغرب لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية

يستعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لزيارة المغرب مطلع يوليوز المقبل، في مستهل جولة دبلوماسية تشمل خمس دول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغرب آسيا، عقب فوزه بولاية جديدة.
تعد هذه الزيارة، التي طال انتظارها، أول محطة له في جولته، حيث سيلتقي الملك محمد السادس في العاصمة الرباط. وتأتي في سياق دينامية متنامية في العلاقات الثنائية منذ الزيارة الملكية للهند عام 2015، والتي أسفرت عن إرساء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد.
ترى نيودلهي في المغرب شريكا رئيسيا في شمال إفريقيا، لما يتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي ودينامية اقتصادية متصاعدة. ووصفت الصحافة الهندية المملكة بأنها “شريك استراتيجي من الدرجة الأولى” و”دولة عربية محورية ذات نفوذ إقليمي متزايد”.
تعززت هذه الشراكة عبر أكثر من 40 اتفاقية شملت مجالات متعددة، من بينها الطاقة والصحة والصناعة والفضاء، بالإضافة إلى مشروع مشترك مع شركة “تاتا” لتصنيع العربات المدرعة في المغرب، ما يمثل نقلة نوعية في التعاون الصناعي والدفاعي بين البلدين.
ومن المرتقب أن تتناول مباحثات القمة سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، الأمن السيبراني، الزراعة الذكية، وسلاسل التوريد، في إطار سعي الهند لتوسيع حضورها في الجنوب العالمي، انطلاقا من شراكتها مع المغرب.
كما تنسجم هذه الزيارة مع توجه الرباط نحو ترسيخ التعاون جنوب–جنوب، في ظل تنسيق سياسي وثيق بين البلدين داخل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية. وقد أكدت الجلسة الخامسة للمشاورات السياسية في نونبر 2022 عمق هذا التعاون وتطابق الرؤى بشأن قضايا التنمية والاستقرار الإقليمي.
وتكتسي الزيارة بعدا إنسانيا أيضا، خاصة بعد تعزية العاهل المغربي للرئيسة الهندية عقب حادث تحطم طائرة بأحمد آباد في يونيو الجاري، ما يعكس متانة العلاقات بين الشعبين.
بعد الرباط، يواصل مودي جولته نحو الأرجنتين والبرازيل وترينيداد وتوباغو والأردن، قبل المشاركة في قمة “بريكس” المقررة في ريو دي جانيرو يومي 6 و7 يوليوز، والتي ستناقش قضايا كبرى كإصلاح الحوكمة العالمية، التغير المناخي، الذكاء الاصطناعي، والتمويل الدولي.
زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المغرب تمثل انطلاقة جديدة لعلاقة استراتيجية واعدة، تعزز مكانة البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.