الذكاء الاصطناعي يعزز الأمن والعدالة بالمغرب: توجه استراتيجي نحو مستقبل رقمي آمن

أكد المراقب العام بالمديرية العامة للأمن الوطني، سليم العلمي، يوم السبت 17 ماي 2025 بمدينة الجديدة، أن المديرية تشجع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. وأوضح، خلال ندوة حول “استعمال الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني”، أن هذه التكنولوجيا أصبحت أداة حيوية لتعزيز كفاءة الأجهزة الأمنية، من خلال دعم مهام الاستعلامات والتحقيقات القضائية والتقنية، فضلا عن تحسين تدبير الفضاءات العمومية.

وأشار العلمي إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، من بينها استخدام التعريف البيومتري كالتعرف على الوجه وبصمات الأصابع، بالإضافة إلى توظيف أنظمة ذكية لتحليل المعطيات ورسم خرائط أمنية دقيقة بالاستناد إلى قواعد بيانات ضخمة، مما يساهم في تحسين اتخاذ القرار. كما استعرض آلية التعرف الذكي على الأشخاص ضمن عملية إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، التي تعتمد تقنيات متقدمة لضمان دقة التسجيل والتحقق من الهوية.

من جهته، أبرز الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، عبد الكريم الشافعي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في تحديث المنظومة القضائية والأمنية، لما يوفره من إمكانات تقنية متقدمة تتيح تجاوز المعيقات التقليدية. وأكد ضرورة التصدي الحازم للاستعمالات الإجرامية وغير الأخلاقية لهذه التقنيات، داعيا إلى وضع منظومة تشريعية وطنية متكاملة تؤطر استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وأخلاقي، مع التركيز على تأهيل العنصر البشري وتطوير آليات لرصد التجاوزات والتبليغ عنها.

وفي السياق نفسه، أكد المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، أمين المزواغي، أن المغرب يتوفر على استراتيجية واضحة في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى إلى تطوير الخدمات العمومية وتحسين ولوج المواطنين إليها. وأشار إلى البوابة الوطنية للمساطر والإجراءات الإدارية “إدارتي” كمثال على التطبيقات الذكية التي أسهمت في تعزيز الشفافية وتقريب الإدارة من المواطنين، من خلال رقمنة المعاملات الإدارية وتسهيل إنجازها.

بدورها، سلطت الأستاذة والباحثة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، إكرام الشاعري، الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في مجالات التكوين والبحث والتنمية، مؤكدة أنه يمثل اليوم قوة تحويلية تمس جميع القطاعات الحيوية، لا سيما الاقتصاد والتعليم والصحة والحكامة. وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي يتيح تفريد التعلم ويساعد على أداء المهام المتكررة، كما يسهم في ضمان ولوج المتعلمين، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، إلى المحتوى التعليمي واستيعابه.

وتتواصل بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة إلى غاية 21 ماي الجاري، تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”. ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز انفتاح مؤسسة الأمن الوطني على محيطها الاجتماعي، وتعريف الزوار بمختلف المهام والتجهيزات والتقنيات المتطورة التي تعتمدها الوحدات الأمنية لضمان أمن المواطنين وحماية النظام العام.

يعكس هذا اللقاء المتعدد الأطراف التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو إدماج الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومستدام في مجالات الأمن، العدالة، والخدمات العمومية، في خطوة تؤكد التزام المملكة بمواكبة التحولات التكنولوجية العالمية وتحقيق تحول رقمي شامل يخدم مصلحة المواطن والدولة على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى