الذكاء الاصطناعي ركيزة جديدة في التعاون المغربي السويسري: مشروع مشترك لتحديث الجمارك

في إطار العلاقات المتينة التي تجمع بين المملكة المغربية والكنفدرالية السويسرية، تم إطلاق مشروع رائد يعزز أواصر التعاون الثنائي ويؤكد التزام البلدين بمواكبة التحولات الرقمية العالمية. فقد شهدت العاصمة المغربية الرباط توقيع اتفاقية رسمية لإطلاق المرحلة الثانية من برنامج تيسير التجارة العالمية (GTFP-II)، وذلك بحضور سعادة سفير سويسرا في المغرب، السيد فالنتين زيلفيغر، والمدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، السيد عبد اللطيف عمري.

يهدف هذا المشروع إلى دعم الإدارة العامة للجمارك المغربية في تعزيز قدراتها في مجال إدارة المخاطر، من خلال اعتماد أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. وتمتد فترة تنفيذ هذا المشروع على مدى عام كامل، حيث سيتم خلاله اختبار أدوات رقمية متقدمة لتحليل البيانات، التنبؤ بالتهديدات المحتملة، وتسهيل حركة التجارة عبر الحدود.

يعد هذا التعاون نموذجا ناجحا للعلاقات المغربية السويسرية التي تشهد تطورا مستمرا على المستويات الاقتصادية والتقنية والتنموية. فقد أثبت البلدان في السنوات الأخيرة حرصهما على بناء شراكات مستدامة، تقوم على تبادل الخبرات والدعم الفني، لا سيما في المجالات التي تعزز من تنافسية الاقتصاد وتعزز من شفافية الإدارة.

يمثل اعتماد الذكاء الاصطناعي في المجال الجمركي خطوة استراتيجية نحو الحد من التهريب، تسريع المعاملات، وتسهيل إجراءات الاستيراد والتصدير. كما يفتح آفاقا واسعة لتحسين مناخ الأعمال، ويعزز من جاذبية المغرب كمركز تجاري إقليمي، خاصة في ظل سعيه الدائم للتحول إلى منصة لوجستية وتجارية بين أوروبا وأفريقيا.

هذا المشروع لا يقتصر على الجانب التقني فقط، بل يعكس أيضا رغبة مشتركة بين المغرب وسويسرا في بناء مستقبل رقمي قائم على الابتكار والمسؤولية. ومن المتوقع أن يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات أخرى مثل التعليم العالي، البحث العلمي، الأمن السيبراني، والحكومة الرقمية.

إن هذا الإنجاز المشترك بين المغرب وسويسرا يمثل خطوة نوعية في مسار الشراكة الثنائية، ويؤكد على الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا الحديثة في تحديث الإدارة وتعزيز التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى