ابن امسيك بين مطرقة الأشغال وسندان المعاناة اليومية (الجزء الثاني)تغطية مستمرة لمعاناة منطقة تتألم في صمت

يستمر مسلسل الأشغال المرهقة بمنطقة ابن امسيك، ويستمر معه صبر السكان الذين يواجهون يوميا صعوبات التنقل والعيش في بيئة مشبعة بالغبار وضجيج الآلات الثقيلة. هذا المقال يعد الثاني ضمن تغطيتنا الخاصة لمعاناة ساكنة المنطقة، التي لا تزال تصرخ في صمت، في ظل بطء تقدم الأشغال وضعف التواصل الرسمي حول الآجال الحقيقية لإنهائها.
فوضى السير، ضوضاء الجرافات، انتشار الغبار في الأجواء، كلها مظاهر باتت جزءا من الحياة اليومية للساكنة. ورغم الأهمية الاستراتيجية لهذه الأشغال، المرتبطة بالتحضير لكأس العالم 2030، فإن طول مدتها أضحى عائقا كبيرا أمام ممارسة الحياة الطبيعية.

زيارة والي جهة الدار البيضاء – سطات، السيد محمد مهيدية، كانت دليلا على جدية المشروع، لكنها لم تحمل بعد مؤشرات ملموسة لتحسين ظروف إنجازه. فهل يعقل أن تستمر هذه الأشغال سنوات، في وقت يمكن تقليص المدة باعتماد نظام ثلاثي الورديات (8 ساعات لكل فرقة)؟ هذا النظام من شأنه أن يحقق تقدما أسرع، ويوفر فرص شغل جديدة، ويقلل معاناة الساكنة.
إن إدارة الورش بطريقة أكثر مرونة، وبجدول زمني مكثف، أصبح ضرورة ملحة، لا ترفا إداريا. والمطلوب اليوم ليس فقط إنهاء الأشغال، بل احترام كرامة المواطنين خلال مدة إنجازها.
وسنواصل، من خلال هذه السلسلة، تسليط الضوء على معاناة ابن امسيك، إلى أن تجد الجهات المعنية آليات أكثر نجاعة تراعي حقوق الإنسان في بيئة سليمة وآمنة.