إدريس لشكر: لا تساهل مع الوحدة الترابية ودول الجنوب يجب أن تكون شريكا في القرار العالمي

أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الحفاظ على الوحدة الترابية للدول، خصوصا في بلدان الجنوب، يمثل خطا أحمر لا يمكن التساهل بشأنه، مشيرا إلى أن تغذية النزاعات الانفصالية تهدد استقرار هذه الدول ووحدتها. وأوضح أن “الاعتداء على سيادة الدول أو تقسيم أراضيها، كما في بعض النزاعات الإقليمية، أمر غير مقبول ولا يمكن التسوية فيه”.
وأشار لشكر، خلال كلمته في الدورة الثالثة لمنتدى البرلمانيين الشباب، اليوم الجمعة، إلى أن العالم يمر بأزمات معقدة تهدد التعايش السلمي، رغم استمرار القيم الإنسانية الكبرى مثل الحرية والمساواة والتضامن. ودعا إلى بناء نظام عالمي جديد قائم على العدالة وحقوق الإنسان، مؤكدا ضرورة إشراك دول الجنوب في صناعة القرار الدولي بدل الاكتفاء بدور التابع.
وفي السياق نفسه، جدد لشكر دعم حزبه للقضية الفلسطينية، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للشرعية الدولية.
وفي ما يخص النموذج الاقتصادي، اعتبر لشكر أن النظام القائم على الاستهلاك والربح المفرط بات يهدد كوكب الأرض، داعيا إلى تبني نموذج جديد قائم على العدالة البيئية والاجتماعية، ويعترف بالبيئة كحق إنساني أصيل.
كما شدد على ضرورة إصلاح الهيئات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، بما يعترف بالمظالم التاريخية التي لحقت بدول الجنوب نتيجة الاستعمار والهيمنة.
وحول التغيرات المناخية، لفت إلى أن دول الجنوب، التي لم تسهم تاريخيا في التلوث، تتحمل العبء الأكبر من آثاره، مشددا على ضرورة تفعيل آليات تمويل عادلة وسياسات انتقال طاقي منصفة.
وفي ملف حقوق الإنسان، أكد لشكر ضرورة احترام الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للدول، محذرا من استخدام هذه الحقوق كذريعة للتدخل في السيادة الوطنية.
وختم كلمته بالتأكيد على أن قضية الهجرة لا يمكن اختزالها في البعد الأمني، بل يجب معالجتها من منظور إنساني وتنموي، عبر تعزيز حقوق الدول الأصلية واحترام حقوق المهاجرين، ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر.