ملتمس لتقريب الخدمات القنصلية يعكس تطور العلاقات بين موريتانيا والمغرب

قدمت تنسيقية قبائل الجنوب طلبا رسميا إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، تدعو فيه إلى تسهيل حصول الجالية الموريتانية في الأقاليم الجنوبية بالمغرب على الخدمات القنصلية، عبر إحداث تمثيلية قنصلية بمدينة العيون.
وأوضحت التنسيقية أن آلاف الموريتانيين يقيمون في مدن الجنوب المغربي، ويواجهون صعوبات مستمرة بسبب بعد المسافة نحو الدار البيضاء وارتفاع تكاليف السفر، مما يجعل الإجراءات القنصلية عبئا كبيرا عليهم. وترى التنسيقية أن وجود قنصلية بالعيون سيساهم في تحسين ظروف هذه الجالية وضمان ولوجها السهل لحقوقها وخدماتها الأساسية.
وتعتبر الخطوة، بحسب التنسيقية، ذات بعد اجتماعي وإنساني، كما تنسجم مع التطور الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية في ظل مسار الحكم الذاتي المعترف به دوليا.
وفي قراءة دبلوماسية للمبادرة، يرى عدد من المتابعين أن هذا الطلب يعكس وعيا متناميا داخل الجالية الموريتانية بأهمية تقريب الخدمات الرسمية، ويسهم في الوقت ذاته في تعزيز الروابط الإنسانية والاقتصادية بين البلدين. كما يشكل ـ من منظور سياسي ـ رسالة إيجابية تؤكد ثقة نواكشوط في الاستقرار الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية.
كما يشير مراقبون إلى أن فتح قنصلية بالعيون سيكون خطوة داعمة للعلاقات الثنائية، ويعكس حرص موريتانيا على خدمة مواطنيها خارج البلاد، إلى جانب كونه تعبيرا عن إرادة مشتركة لبناء تعاون قائم على المصالح المتبادلة واحترام السيادة وحسن الجوار.
وبذلك، لا ينظر إلى إنشاء تمثيلية قنصلية في العيون باعتباره إجراء إداريا فحسب، بل خطوة ذات بعد استراتيجي تدعم الاستقرار الإقليمي وتؤكد تطور العلاقات المغربية–الموريتانية نحو مزيد من التنسيق والانسجام.





