رشاد بلا بوصلة …غضب جماهيري،وتاريخ عريق مهدد وسط مطالب متصاعدة بالتغيير

ع.مشواري
يعيش نادي الرشاد البرنوصي ، أحد الأندية العريقة التي شكلت لسنوات طويلة جزءا من الهوية الرياضية للمنطقة، مرحلة غير مسبوقة من الارتباك والتراجع، ما جعل جماهيره الوفية تعيش حالة من الغضب والإحباط. فالنادي الذي كان في الماضي مدرسة لصقل المواهب ومظهرا من مظاهر الاعتزاز المحلي، أصبح اليوم عنوانا للأزمات المتتالية في غياب رؤية واضحة من المكتب المسير الذي لم ينجح في الحفاظ على إرث الفريق وتاريخه.

لقد تأسس نادي الرشاد بروح الانتماء والرغبة في خلق فضاء رياضي حقيقي للشباب، وساهم عبر عقود في تخريج لاعبين برزوا على المستويين المحلي والوطني، معتمدا على العمل القاعدي والطاقات الشابة. غير أن مكانة الفريق وهيبته بدأت تتراجع بشكل ملحوظ بسبب سوء التسيير وغياب التخطيط، ما أدى إلى نتيجة طبيعية انعكست في تدهور الأداء داخل أرضية الملعب.
الهزيمة الأخيرة بنتيجة 4–1 لم تكن مجرد خسارة رياضية، بل شكلت صدمة قوية للجماهير التي وصفتها بـ“المهزلة”، معتبرة أنها نتاج مباشر لضعف المكتب المسير وافتقار الطاقم التقني للمستوى المطلوب. وتفاقم غضب الجمهور بعد أن عبر الكثيرون عبر منصات التواصل عن استيائهم، مطالبين رئيس الفريق بوضع المفاتيح ومغادرة النادي، باعتبار أن الإدارة الحالية لا تملك القدرة على إعادة الأمور إلى نصابها. وقد تناولت جريدة منبر الحي في وقت سابق هذا التراجع، مشيرة إلى أن جزءا من أزمات الفريق مرتبط بتدخل الاعتبارات السياسية والانتخابية في تسييره، وهو ما لا يخدم مصلحة النادي ولا مستقبله الرياضي.

ويجمع المتابعون على أن الرشاد اليوم يعاني خللا شاملا: فريق بلا مستوى، مدرب بلا مستوى، ومكتب بلا مستوى. هذا التوصيف لم يأت من فراغ، بل من واقع النتائج وتدهور صورة الفريق تدريجيا. أمام هذا الوضع، يوجه الجمهور رسالة واضحة إلى المسؤولين مفادها أن تاريخ النادي وجماهيره أكبر من أي حسابات ضيقة، وأن من لا يستطيع احترام هذا الإرث عليه التنحي وترك المجال لمن هو قادر على النهوض بالفريق.
لقد بلغ الوضع مرحلة لم يعد فيها الانتظار مجديا. فالتغيير أصبح ضرورة ملحة لإعادة النادي إلى المكانة التي يستحقها، ولإحياء مشروع رياضي حقيقي يعيد للرشاد بريقه، ويحافظ على قيمته التاريخية وجمهوره الذي ظل وفيا رغم كل الخيبات. إنقاذ الفريق يبدأ بإرادة صادقة، وبإدارة تمتلك رؤية، وبعودة الروح إلى ناد لطالما كان مصدر فخر للساكنة.





