نبيل خروبي.. عامل سيدي البرنوصي الذي جعل التنمية الميدانية عنوانا لعمله

منبر الحي
في قلب مدينة الدار البيضاء، وتحديدا في مقاطعات سيدي البرنوصي، يبرز اسم السيد نبيل خروبي كأحد الوجوه الإدارية التي كرست جهودها لخدمة المواطن وتعزيز التنمية المحلية. فمنذ تعيينه عام 2017 عاملا على عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، حمل خروبي على عاتقه مسؤولية ترجمة التوجيهات الملكية إلى مشاريع واقعية تلامس الحياة اليومية للسكان.
ولد نبيل خروبي يوم 1 دجنبر 1964 بمدينة الرباط، وتخرج من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، قبل أن يتابع دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على ماستر في التسيير. بدأ مساره المهني في القطاع الخاص بشركة “بيرليي المغرب”، ثم التحق بوزارة التجارة الخارجية، قبل أن يتولى إدارة المركز الجهوي للاستثمار لجهة الرباط-سلا-زمور-زعير سنة 2002. بفضل كفاءته وتفانيه في العمل، حظي بثقة السلطات العليا، ليعيّن عاملا على عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بتاريخ 30 يونيو 2017.
منذ توليه المسؤولية، حرص خروبي على تبني مقاربة ميدانية تقوم على القرب من المواطن والاستماع لانشغالاته ومواكبة المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة. فقد أشرف على عدد من المشاريع الهامة التي ساهمت في تحسين البنية التحتية وتعزيز الخدمات العمومية. ومن أبرز هذه المشاريع افتتاح دائرة الشرطة “الأمل” سنة 2018، التي جاءت لتعزيز الأمن وتقريب الخدمات الأمنية من الساكنة، إضافة إلى الإشراف على مشاريع تأهيل شبكة الطرق والبنية التحتية والممرات تحت الأرضية، والتي ساهمت في تسهيل حركة السير وتحسين جودة التنقل داخل المقاطعة.

ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها العامل خروبي في تتبع الأوراش الميدانية، فإن بعض المشاريع المتعلقة بتوسيع الفضاءات الخضراء وتزفيت الطرق وتبليط الأرصفة تعرف نوعا من التعثر أو ضعف الجودة بسبب تقصير واضح من طرف بعض المجالس المنتخبة في تتبع التنفيذ والمراقبة. كما تشير بعض المصادر المحلية إلى وجود مظاهر من الغش وسوء التدبير في بعض الأوراش، وهو ما يؤثر سلبا على صورة التنمية المنشودة.
وتزداد الوضعية تعقيدا بفعل النزاعات الداخلية التي يعرفها مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي، حيث تسود حالة من الشد والجذب بين الرئيس ونائبه الأول، دون أن تعرف إلى اليوم الأسباب الحقيقية وراء هذا الخلاف الذي يعطل السير العادي لبعض الملفات. ورغم المساعي المتكررة التي يبذلها السيد العامل من أجل الحفاظ على توازن المؤسسة المنتخبة وضمان استمرار المشاريع التنموية، إلا أن الحسابات السياسية والمصالح الشخصية ما تزال، في بعض الأحيان، تغلب على منطق المصلحة العامة. وكما يقال بالدارجة : “يد وحدة ما كتصفق”، فالتنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بتكامل الأدوار بين السلطة المحلية والمنتخبين والمجتمع المدني.
ورغم هذه العراقيل، واصل نبيل خروبي إشرافه على المبادرات الاجتماعية والرياضية، من بينها تدشين الفضاء الرياضي والترفيهي “القدس” سنة 2024، وهو مشروع متكامل يضم مرافق رياضية ومساحات خضراء تهدف إلى تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة وإضفاء جمالية على الفضاء الحضري. كما حرص على تنصيب وتحفيز رجال السلطة الجدد في إطار مقاربة تشاركية تشجع على القرب من المواطن وخدمة الصالح العام.
إن ما تحقق في عمالة سيدي البرنوصي يعكس إرادة واضحة لدى العامل نبيل خروبي للنهوض بالمنطقة، رغم الإكراهات السياسية والإدارية. فهو يدرك أن التنمية لا تبنى على الخطابات، بل على الفعل الميداني، وأن المصلحة العامة يجب أن تظل فوق كل اعتبار. وقد نجح من خلال أسلوبه المتزن وحضوره المستمر في الميدان في كسب احترام فئة واسعة من الساكنة التي ترى فيه نموذجا للمسؤول العمومي الجاد والمتفاني.
يعد السيد نبيل خروبي نموذجا للمسؤول الترابي الذي يجمع بين الكفاءة الإدارية والرؤية التنموية، وهو رجل أفعال أكثر من الأقوال، جعل من العمل الميداني نهجا، ومن خدمة المواطن غاية. وبين أوراش الطرق، والفضاءات الرياضية، والمشاريع الاجتماعية، يظل اسم خروبي مرتبطا بإرادة التغيير الإيجابي في سيدي البرنوصي، كعامل يسعى إلى تحويل التنمية من شعار إلى واقع ملموس.





