سباق ماراطوني على أرضية “دونور” بين الوداد والرجاء والمنتخب النسوي

تعيش مدينة الدار البيضاء هذه الأيام على وقع ضغط غير مسبوق على ملعب محمد الخامس، الذي يتحول إلى مسرح متواصل للمباريات في ظرف وجيز، وسط مخاوف من تدهور أرضيته قبل شهر واحد من احتضان المملكة لنهائيات كأس أمم إفريقيا.

فمنذ يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025، انطلقت سلسلة من المواجهات المكثفة على أرضية “دونور”، بدأت بلقاء الوداد الرياضي أمام أشانتي كوتوكو الغاني، ضمن إياب الدور السادس عشر من كأس الكونفدرالية الإفريقية، في مباراة حاسمة لمشوار الفريق الأحمر قارياً.
ولم تمض سوى 24 ساعة حتى كان الرجاء الرياضي على نفس العشب، لمواجهة أولمبيك الدشيرة لحساب الجولة السادسة من البطولة الوطنية.

ولن يتوقف النشاط عند هذا الحد، إذ سيحتضن الملعب مساء الثلاثاء 28 أكتوبر مباراة ودية تجمع المنتخب المغربي النسوي بنظيره الهايتي، قبل أن يشتعل مجددا في اليوم الموالي بـ”الديربي” المنتظر بين الوداد والرجاء، لحساب الجولة الخامسة من الدوري الاحترافي، وهو اللقاء الذي يعد الأبرز في الكرة المغربية.

هذا التتابع المضغوط للمباريات يضع أرضية الملعب أمام اختبار صعب، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تعرفها العاصمة الاقتصادية مع اقتراب فصل الشتاء. وقد سارعت شركة “سونارجيس”، المسؤولة عن تسيير المركب الرياضي، إلى تنفيذ تدخلات عاجلة لصيانة العشب وترميم المناطق المتضررة منه، في انتظار إطلاق عملية أوسع تشمل استبدال العشب الصيفي من نوع “بيرمودا” بعشب “راي غراس” الذي يتلاءم مع الأجواء الباردة والرطبة.

ومن المرتقب أن يغلق المركب مؤقتا مباشرة بعد انتهاء هذه السلسلة من المباريات، من أجل تحضيره وتسليمه في أفضل حالاته إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ضمن الاستعدادات النهائية لاستضافة البطولة القارية التي تترقبها الجماهير المغربية بشغف كبير.

وبين ضغط المواعيد المحلية، والتحضير للعرس الإفريقي، يجد ملعب محمد الخامس نفسه في سباق مع الزمن للحفاظ على صورته كأحد أبرز الملاعب الإفريقية وأكثرها رمزية في تاريخ كرة القدم المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى