موجة جديدة من الكراهية ضد المسلمين في فرنسا بعد العثور على رؤوس خنازير أمام مساجد

أثارت حادثة العثور على تسعة رؤوس خنازير وضعت أمام تسعة مساجد في منطقة إيل دو فرانس، بينها أربعة في باريس، صدمة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، واعتبرت دليلا على تصاعد موجة العداء للمسلمين في البلاد.
بدأت القصة من مسجد الإصلاح في مونتروي حيث فوجئ حارس الأمن قبيل صلاة الفجر برأس خنزير عند المدخل، وأكدت شاهدة عيان أنها رأت رسومات غرافيتي على الرأس. وأظهرت كاميرات المراقبة رجلا يرتدي سترة سوداء وجينز داكن يضع شيئا أمام المسجد ثم يلتقط صورا له قبل أن يغادر المكان. وأفادت النيابة العامة في باريس أن خمسة من الرؤوس كتب عليها اسم “ماكرون” بالحبر الأزرق، ما رجح فرضية أن الحادثة منسقة وليست مجرد تصرف فردي.
وبسبب خطورة القضية، أحيل الملف إلى نيابة باريس التي فتحت تحقيقا بتهمة التحريض على الكراهية والعنف بدافع ديني، فيما أشار قائد شرطة باريس لوران نونيز إلى احتمال وجود تدخل أجنبي، مذكرا بحوادث مشابهة استهدفت معابد يهودية في السنوات الأخيرة.
الحادثة أثارت ردود فعل قوية؛ فقد أعلنت عمدة باريس آن هيدالغو أن المدينة ستتخذ إجراءات قانونية، ووصف عمدة مونتروي باتريس بيساك ما جرى بأنه اعتداء خطير على حرية المعتقد وقيم الجمهورية، مؤكدا دعمه للجالية المسلمة. أما وزير الداخلية المنتهية ولايته برونو روتايو فاعتبر أن ما حدث “غير مقبول إطلاقا”، بينما اتهم النائب عبد القادر لحمر الحكومة بالازدواجية في الخطاب، قائلا إن السياسات والتصريحات الرسمية التي تحمل نبرة معادية للإسلام تساهم في تفاقم هذه الأعمال.
الصحافة الفرنسية بدورها سلطت الضوء على الحادثة من زوايا مختلفة، فموقع “ميديا بارت” عدها جزءا من موجة متصاعدة من العداء للمسلمين، بينما ربطت “لوفيغارو” الأمر بحوادث غرافيتي استهدفت مؤسسات يهودية الصيف الماضي، في حين وصفتها “لوموند” بأنها “خطوة جديدة ومؤسفة في تصاعد الكراهية ضد المسلمين”.
الأرقام الرسمية تؤكد بدورها هذا الاتجاه المقلق، إذ سجلت وزارة الداخلية ارتفاعا بنسبة 75% في الأعمال المعادية للمسلمين خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، رغم أن مراقبين يرون أن هذه الأرقام أقل من الواقع الفعلي.
وفي ختام ردود الفعل، دعا إمام المسجد الكبير في باريس شمس الدين حافظ إلى “صحوة ضمير جماعية”، محذرا من أن هذه الأفعال لا تستهدف المسلمين وحدهم، بل تهدد قيم التعايش والاحترام التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية.