زلزال الحوز بعد عامين: أرقام حكومية متفائلة وواقع يفضح استمرار معاناة المتضررين

يفصل المغرب يومين فقط عن الذكرى الثانية لزلزال الحوز الذي خلف آلاف الضحايا ودمارا واسعا في دواوير وجماعات الأطلس الكبير. ورغم مرور عامين على انطلاق عملية إعادة الإعمار تحت إشراف حكومي مباشر، ما تزال أوضاع العديد من الأسر المتضررة بعيدة عن الاستقرار.

ففي يوليوز الماضي، أعلنت الحكومة أن عدد الخيام بالمناطق المنكوبة تقلص إلى 47 خيمة فقط، بعدما تجاوز 129 ألفا في الأيام الأولى للكارثة. غير أن جمعيات مدنية، بينها الائتلاف المدني من أجل الجبل، شككت في هذه الأرقام، معتبرة أنها لا تعكس الواقع وتخفي استمرار معاناة مئات الأسر التي لا تزال بلا مأوى أو تعيش في خيام بلاستيكية لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.

محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف، أوضح أن التناقض في الأرقام الرسمية يضعف مصداقيتها، لاسيما وأن تقارير حكومية تشير إلى أن أكثر من ألف أسرة ما تزال بدون سكن. كما سجل أن فئة من المتضررين لم تستفد من الدعم بسبب عراقيل إدارية مرتبطة ببطاقة التعريف أو بملكية المنازل.

وأضاف أن السلطات تدخلت في بعض المناطق لإخلاء خيام بالقوة، رغم غياب بدائل سكنية أو تأخر إعادة البناء، وهو ما يزيد من معاناة السكان. كما لفت إلى أن إعادة تأهيل البنيات التحتية من مدارس ومراكز صحية لم تكتمل بعد، مما يجعل إعلان الحكومة عن “انتهاء الأزمة” بعيدا عن الواقع.

وبلغة الأرقام، فإن الفرق بين الأسر التي أكملت بناء منازلها والتي قدر عددها بـ46 ألفا و650، وبين العدد الأولي للخيام البالغ 129 ألفا، يثير تساؤلات حول مصير عشرات الآلاف من المتضررين الآخرين. بالنسبة للفاعلين المدنيين، تبقى هذه الفجوة شاهدا على فشل حكومي في تدبير ملف إعادة الإعمار بما يليق بحجم الكارثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى