تعزية في رحيل الفنان التشكيلي المغربي سعيد حجي

منبر الحي
بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة الفنان التشكيلي المغربي سعيد حجي، الذي وافته المنية صباح يوم الإثنين 28 يوليو 2025، بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة بالعطاء والتميز.
لقد فقدت الساحة التشكيلية والثقافية المغربية برحيله أحد أعمدتها، حيث عرف الفقيد بإبداعه المتفرد، ورؤيته الجمالية العميقة التي عبر من خلالها عن قضايا الإنسان، الذاكرة، والحرية. ولد سعيد حجي سنة 1961 بحي سيدي البرنوصي ، الدار البيضاء، وكرس حياته للفن والفكر، فجمع بين التشكيل، والرواية، والشعر.
تميزت تجربته الفنية باستخدامه رموزا تعبيرية قوية، أبرزها “الكرسي” الذي جعله محورا بصريا وفلسفيا للتعبير عن الانتظار، السلطة، والكرامة. لم تكن لوحاته مجرد ألوان، بل شهادات على الوجع الإنساني ومقاومة النسيان.
امتدت مسيرته لأكثر من أربعة عقود، شارك خلالها في معارض وطنية ودولية، ونال تكريمات من جهات ثقافية في المغرب وخارجه، من بينها مصر، فرنسا، والبرازيل. كما كانت له إسهامات أدبية متميزة عبر روايات مثل “ذاكرة فينيق” و”أرواح بوزاكارن”، ومجموعة شعرية بعنوان “كاميكاز”.
لقد آمن الفقيد بأن الفن مسؤولية وذاكرة، لا مجرد ممارسة جمالية، وظل حتى آخر أيامه مدافعا عن الاستقلال الفكري، ورافضا لكل أشكال الاستغلال الرمزي للفن.
وإذ نعزي أسرته الصغيرة، ورفاقه في المشهد التشكيلي والثقافي، وكل محبيه، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.