مشروع تأهيل حديقة عين السبع: شراكة متعددة الأطراف لتعزيز البنية الخضراء والسلامة السككية بالدار البيضاء

أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية مشروعا جديدا يهدف إلى إعادة بناء السور الوقائي الخلفي لحديقة الحيوانات بعين السبع، وتحويل نظام السقي التقليدي إلى منظومة حديثة وفعالة، وذلك في إطار اتفاقية شراكة جمعت بين عدد من المؤسسات العمومية. وقد رصد لهذا المشروع غلاف مالي قدره 5 ملايين درهم (500 مليون سنتيم).

الاتفاقية، التي أبرمت بين ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، وعمالة مقاطعات عين السبع-الحي المحمدي، ومجلس جماعة الدار البيضاء، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، بالإضافة إلى شركة الدار البيضاء للتهيئة بصفتها صاحبة المشروع المنتدبة، تهدف إلى تحسين السلامة داخل الحديقة وتجويد بنيتها التحتية، لا سيما على مستوى السور الخلفي المجاور لخط السكك الحديدية.

وتنص الاتفاقية على استبدال شبكة السقي التقليدية التي أصبحت متهالكة بمنظومة حديثة تعتمد على تقنيات مستدامة لترشيد استهلاك المياه، انسجاما مع التوجه الوطني لمواجهة آثار التغيرات المناخية وشح الموارد المائية.

ويتجاوز هذا المشروع نطاق البنية التحتية، ليشمل تعزيز جاذبية الحديقة كفضاء بيئي وترفيهي مفتوح في وجه سكان المدينة وزوارها. ويأمل القائمون على المشروع في أن تساهم هذه الخطوة في تحسين جودة الفضاءات العمومية، وإضفاء طابع عصري وجمالي على الحديقة التي تعد من المعالم الترفيهية البارزة بالدار البيضاء.

وسيتولى المكتب الوطني للسكك الحديدية تمويل المشروع بشكل كامل، بينما ستتكفل شركة الدار البيضاء للتهيئة بمهام الإشراف والدراسات وإنجاز الأشغال ومراقبتها، مع التزامها بإعداد تقارير دورية مفصلة عن مختلف مراحل التنفيذ. كما تلزم الاتفاقية الشركة بإعداد تدبير مالي توقعي لضبط التكاليف؛ على أن يعاد الفائض، إن وجد، إلى المكتب الوطني للسكك الحديدية، بينما تتحمل الشركة مسؤولية البحث عن تمويل إضافي في حال تسجيل عجز مالي.

ومن المرتقب أن تحدث لجنة إشراف وتتبع يرأسها عامل عمالة عين السبع-الحي المحمدي، وتضم ممثلين عن جميع الأطراف المعنية، مهمتها تتبع الأشغال ميدانيا واتخاذ القرارات الاستراتيجية الضرورية لضمان حسن تنفيذ المشروع.

وبعد اكتمال الأشغال وتسليم المشروع بشكل رسمي، ستنتقل مسؤولية الصيانة والتدبير إلى مجلس جماعة الدار البيضاء، الذي سيصبح المالك الرسمي للمنشآت الجديدة.

في هذا السياق، أكد كريم الكلايبي، النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع وعضو مجلس مدينة الدار البيضاء، أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة أساسية بعد تعثر افتتاح الحديقة لفترة طويلة بسبب الحاجة الماسة إلى إعادة بناء السور الوقائي. وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا المشروع في فتح أبواب الحديقة في أقرب الآجال، ما من شأنه تعزيز المرافق العمومية وتقديم تجربة راقية للزوار.

كما أشار الكلايبي إلى أن المشروع يأتي متزامنا مع جهود المملكة الرامية إلى تطوير منظومة نقل سككي حديثة، مما سيعزز مكانة الدار البيضاء كمركز رئيسي للربط السككي الوطني، ويدعم المسار نحو تنمية حضرية مستدامة تسهم في تعزيز الحركية الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى