مهرجان العيطة بآسفي.. احتفاء بالأصالة وانفتاح على الحداثة

اختتمت يوم السبت 19 يوليوز 2025 فعاليات الدورة الثالثة والعشرين من المهرجان الوطني لفن العيطة، الذي استمر أربعة أيام بمدينة آسفي، وجمع بين الفن والتراث والثقافة. المهرجان كان مناسبة فنية متجددة للاحتفاء بهذا اللون الموسيقي الشعبي الأصيل، من خلال سهرات، ندوات، وورشات تكوينية.

احتضن فضاء “مدينة الثقافة والفنون” عددا من العروض الغنائية، أبرزها أداء الفنان نوح الكانوني ومجموعة “مجمع الأحباب”، حيث عبر الجمهور عن إعجابه بالتنوع الموسيقي الذي مزج بين العيطة الكلاسيكية والإيقاعات الحديثة.

أما منصة “ساحة مولاي يوسف”، فشهدت سهرة ختامية استثنائية افتتحها الفنان سفيان المخلوفي بعرض دمج فيه العيطة الحصباوية والمرساوية، بينما أضفت كل من سهام المسفيوية وإكرام العبدية لمسة أنثوية وشبابية حافظت على روح العيطة الأصيلة بطابع معاصر، ما ألهب تفاعل الجمهور.

شهد اليوم الأخير من المهرجان اختتام الورشات الفنية، من أبرزها ورشة “مهن الثقافة والفنون”، التي أتاحت للشباب فرصة التعلم المباشر من فنانين وأكاديميين. كما عقدت ندوة فكرية حول “مسرحة العيطة”، دعت إلى دمج هذا الفن في العروض المسرحية والسينمائية لتعزيز استمراريته.

وأشار حسن الحبشي، المدير الإقليمي للثقافة بآسفي واليوسفية، إلى أن دورة هذا العام كانت محطة فارقة، بفضل مشاركة أسماء وازنة في فن العيطة إلى جانب فنانين شباب. كما تميزت الدورة بإضافة منصة ثانية بـ”مدينة الثقافة والفنون”، ما ساهم في توسيع قاعدة الجمهور.

المهرجان، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، حمل شعار “التراث الموسيقي والصناعات الثقافية”، وسعى إلى إبراز العيطة كجزء من الهوية المغربية ورافعة من روافع الصناعات الثقافية والإبداعية.

وقد أصبحت هذه التظاهرة، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع عمالة إقليم آسفي وجمعية أصدقاء “تور هيردال”، محطة سنوية لتكريس مكانة العيطة في المشهد الثقافي، وفتح آفاق جديدة أمام الأجيال الشابة لصون هذا التراث وتطويره بأساليب مبتكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى