وفاة رجل خلال تدخل أمني في لوزان تثير جدلا واسعا ومطالبات بالمحاسبة

تواجه أربعة عناصر من الشرطة البلدية في مدينة لوزان السويسرية ملاحقات قضائية بتهمة “القتل غير العمد”، وذلك بعد وفاة رجل أسود يبلغ من العمر 39 عاما أثناء احتجازه في مركز الشرطة.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى مساء الأحد، حين رصدت دورية راجلة شخصين في أحد أحياء المدينة، وصفت تصرفاتهما بأنها “مثيرة للشبهات”. وأثناء محاولة التحقق من هويتهما، فر أحد الرجلين، فلاحقه أحد عناصر الشرطة إلى شارع سانت-لوس، حيث حاول السيطرة عليه.
وأظهرت تسجيلات مصورة وثقتها إحدى الجارات، مشادة كلامية حادة باللغة الإنجليزية بين الشرطي والمشتبه به، تخللتها صرخات واستغاثات. وقال شهود عيان إن الرجل كان يصرخ بأنه يتألم خلال عملية توقيفه.
وفي وقت لاحق، حضرت دورية دعم وتم تقييد الرجل ونقله إلى مركز الشرطة، حيث أصيب بوعكة صحية فارق الحياة على إثرها، رغم محاولات الإنعاش التي أجرتها فرق الطوارئ.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الرجل لم يبد أي مقاومة أثناء نقله، ورجح أنه ابتلع مواد مشبوهة، ما قد يكون السبب الرئيسي للوفاة، في انتظار نتائج التشريح الطبي لتأكيد الملابسات.
حتى الآن، لم تتخذ أي إجراءات إدارية بحق عناصر الشرطة المعنيين، رغم تصاعد الغضب الشعبي، خاصة أن هذه الحادثة تعد الرابعة من نوعها خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت وفيات لمواطنين من أصول إفريقية أثناء تدخلات أمنية، دون صدور إدانات في تلك القضايا.
وشهدت مدينة لوزان مساء الثلاثاء تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين ووضع حد لما وصفوه بـ”العنف الممنهج ضد السود”. وأكد المتظاهرون أن الضحية كان أبا لطفلين وينحدر من أصول نيجيرية. وسار المحتجون في شوارع المدينة بشكل سلمي، رغم تأثير التجمع على حركة السير.
وقد أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة النقاش المتجدد حول أساليب عمل قوات الأمن، وسط دعوات لإصلاح المنظومة وتعزيز مبادئ العدالة والمساواة في التعامل مع جميع أفراد المجتمع.