تحديات التنمية والإدارة في سيدي البرنوصي: بين الإنجازات والمعوقات

ع.مشواري

تشهد مقاطعة سيدي البرنوصي حراكا ملحوظا على المستويين التنموي والإداري، حيث تتشابك الإنجازات مع التحديات وسط صراعات سياسية وإدارية تلقي بظلالها على مسار التنمية المستدامة.

تأجيل دورة يناير 2025
أعلنت رئاسة المجلس في بيان رسمي عن تأجيل دورة يناير 2025 التي كان من المقرر عقدها يوم الجمعة 3 يناير، إلى الخميس 9 يناير. وعزت الرئاسة هذا التأجيل إلى غياب عدد من أعضاء الأغلبية لأسباب قهرية، من بينها وفاة أحد الأعضاء وسفر آخرين لأداء مهام مهنية أو دينية. غير أن هذا التأجيل أثار جدلا سياسيا، حيث استغلت المعارضة الوضع وامتنعت عن التوقيع في لائحة الحضور لتعطيل انعقاد الدورة، في خطوة وصفت بأنها تضحي بالمصلحة العامة لصالح المصالح الشخصية والحزبية.

إنجازات المجلس الحالي
تطرق البيان ذاته إلى الإنجازات التنموية التي حققها المجلس تحت قيادة الرئيس سعيد صبري، مشيرا إلى أنها تتفوق بشكل ملحوظ على ما حققته المجالس السابقة. وتمكن المجلس من توقيع 15 اتفاقية شراكة لتنفيذ مشاريع تجاوزت قيمتها 1200 مليون درهم. تشمل هذه المشاريع مجالات متعددة، تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية وتحسين جودة حياة السكان، ما يعد إنجازا يحسب لهذا المجلس.

تحديات إدارية واختلالات تدبيرية
رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات إدارية واختلالات تستدعي إصلاحا جذريا. فعلى المستوى الإداري، برزت مشكلات تتعلق بتدبير الموارد، من أبرزها سحب سيارة الخدمة المخصصة لقسم الشكايات والتظلمات لصالح قسم البنايات. هذا القرار أثار استياء رئيس قسم الشكايات، الذي أكد على أهمية السيارة لضمان معالجة الشكايات بسرعة قبل أن تتحول إلى أزمات معقدة.

وفي السياق نفسه، تقدم النائب الأول لرئيس المقاطعة، عصام الكمري، بشكوى رسمية إلى الجهات الرقابية، طالب فيها بالتحقيق في مجموعة من الاختلالات التدبيرية. شملت هذه الشكوى ملفات حساسة مثل الصفقات العمومية، إدارة المرأب، المساحات الخضراء، والعدالة في توزيع الموارد. كما أشار إلى تأثير هذه الاختلالات في تحصيل الإيرادات العامة وانتشار الأنشطة غير المنظمة، خاصة في الحي الصناعي.

أزمة ثقة تعرقل التنمية
يشير الوضع الراهن في سيدي البرنوصي إلى أزمة ثقة متفاقمة بين الأطراف السياسية داخل المجلس. تتجلى هذه الأزمة في محاولات الضغط والتشهير التي تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية أو حزبية على حساب المصلحة العامة. .

ختاما، يحتاج الوضع في سيدي البرنوصي إلى إعادة النظر في أولويات العمل السياسي والإداري، والتركيز على المصلحة العامة كهدف أساسي لتجاوز الأزمات وتحقيق التنمية المنشودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى