مهدي الشرايبي: محام في خدمة العدالة والمجتمع في جنيف

في مدينة جنيف، التي لطالما اشتهرت بتنوعها الثقافي وانفتاحها على العالم، برز اسم مهدي الشرايبي كأحد الأصوات الشابة المدافعة عن الحقوق والحريات. بصفته محاميا مستقلا، كرس حياته المهنية لخدمة العدالة والدفاع عن القيم التي تضمن مجتمعا أكثر عدلا وإنصافا للجميع.
ولِد مهدي الشرايبي عام 1993، ونشأ في بيئة دفعته إلى الاهتمام بالقضايا المجتمعية والسياسية. بدأ رحلته الأكاديمية في مجال العلوم السياسية، حيث تعمق في فهم الأنظمة السياسية، وآليات صنع القرار، والتحديات التي تواجه الديمقراطيات الحديثة. لكن سرعان ما أدرك أن التأثير الحقيقي لا يقتصر على التحليل والفكر السياسي فقط، بل يتطلب أدوات قانونية تتيح الدفاع عن الحقوق بشكل ملموس.
لهذا السبب، قرر متابعة دراسته في القانون ليصبح محاميا، إيمانا منه بأن الدفاع عن القيم الديمقراطية والحريات الأساسية يتطلب معرفة قانونية متينة وقدرة على الترافع في المحاكم ومؤسسات الدولة. اليوم، يعمل مهدي كمحام مستقل، ملتزما بالدفاع عن أولئك الذين يواجهون الظلم والتهميش، واضعا معرفته القانونية في خدمة المجتمع.
يؤمن مهدي بأن القرار السياسي يجب أن يكون أكثر قربا من المواطنين، بحيث يكون للسكان دور أكبر في تحديد السياسات التي تؤثر على حياتهم اليومية. لهذا السبب، اختار الانضمام إلى حزب “LJS”، وهو حركة سياسية تتبنى نهجا عمليا وتعمل على تنفيذ مشاريع ملموسة تفيد المجتمع بأكمله، وليس فقط النخب السياسية.
ومن بين القضايا التي يدافع عنها وبقوة هو تحسين وضعية العاملين المستقلين والفنانين ، لانه يدرك التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها هاذين القطاعين ، خاصة في ظل تقلبات السوق وظروف العمل غير المستقرة. لذا، يناضل من أجل سياسات تحمي حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وتوفر لهم بيئة عمل أكثر استقرارا.
ففي عالم يشهد تغيرات متسارعة، يرى مهدي أن من الضروري إتاحة فرص متجددة للعاملين الذين يرغبون في تغيير مساراتهم المهنية، من خلال توفير تدريب وتأهيل يساعدهم على الاندماج بسهولة في مجالات جديدة.
كما يؤمن بأن الثقافة والرياضة ليستا ترفا، بل عنصران أساسيان في بناء مجتمع متماسك. لذا، يسعى إلى ضمان وصول الجميع، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، إلى الأنشطة الثقافية والرياضية، لما لهما من دور كبير في تعزيز التفاعل الاجتماعي وتحسين جودة الحياة.
بالنسبة لمهدي الشرايبي: أن تكون محاميا ليس مجرد مهنة، بل مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع. فهو يرى في القانون أداة فعالة لتحقيق العدالة، وفي السياسة وسيلة لضمان أن تكون القرارات التي تؤثر على حياة المواطنين عادلة وشاملة للجميع.
من خلال عمله، يسعى إلى تعزيز ثقافة الحقوق والدفاع عن القيم الديمقراطية، في مدينة تعرف بتنوعها وتاريخها العريق في احتضان المبادئ الإنسانية. إنه نموذج للشاب الذي لا يكتفي بمراقبة الواقع، بل يسعى بكل جهده إلى تغييره نحو الأفضل.
ففي جنيف، حيث تتلاقى الثقافات وتتداخل المصالح، يمثل مهدي الشرايبي صوتا ملتزما وفاعلا في سبيل تحقيق العدالة والمساواة، واضعا نصب عينيه هدفا واحدا وهو مجتمع أكثر إنصافا واحتراما للاختلافات.