مقرات فاخرة في تندوف: تناقضات قيادة البوليساريو وسط احتقان المخيمات”


كشفت معطيات جديدة أن قيادة جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف تتجه نحو بناء مقرات ضخمة ومحصنة أمنيا. هذه الخطوة تعكس تحولا في استراتيجية الجبهة بعد تضاؤل آمالها في تحقيق مشروعها الانفصالي في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

وأفادت مصادر موثوقة بأن الجبهة تستثمر مبالغ طائلة في تشييد منشآت واسعة النطاق بمنطقة تندوف، من بينها قصر رئاسي فاخر في منطقة الرابوني. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه حدة الاحتقان الاجتماعي والإنساني داخل المخيمات، حيث شهدت موجات من الاحتجاجات والاعتصامات. وعبر السكان عن غضبهم من سوء تدبير المساعدات الإنسانية وانتشار الفساد والنهب، مما أدى إلى اقتحام مقرات أمنية وقيادية، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تواجهها المخيمات.

ويظهر تناقض صارخ بين خطاب قيادة البوليساريو، الذي يدعي نقص المساعدات الإنسانية، وبين الواقع الذي يكشف إنفاقا مبالغا فيه على المقرات الجديدة والمنشآت الفاخرة. هذا الوضع يثير تساؤلات حول مصير المساعدات الدولية التي يفترض أن تخصص لتحسين ظروف العيش داخل المخيمات.

ويبدو أن الهدف من تعزيز التحصينات الأمنية للمقرات الجديدة هو مواجهة الغضب الشعبي المتصاعد وحماية القيادة من تداعيات الاحتجاجات. هذا التوجه يكشف تحولا في أولويات الجبهة، حيث باتت تسعى للحفاظ على مواقعها وسط موجة غضب متنامية، بدلا من التركيز على تحقيق مشروعها الانفصالي.

تظهر هذه المعطيات أزمة ثقة بين قيادة البوليساريو وسكان المخيمات، مما يضع مستقبل الجبهة أمام تحديات حقيقية تتعلق بشرعيتها وقدرتها على تلبية تطلعات المحتجزين في تندوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى