لدغة الموت الصامتة: مبادرة عالمية لمواجهة خطر لدغات الأفاعي
تعد لدغات الأفاعي السامة أزمة صحية عالمية خفية تفتك بحياة ما يقارب 138,000 شخص سنويا، وتخلف وراءها ملايين المصابين بإعاقات جسدية دائمة. وتتفاقم هذه الأزمة في المجتمعات الريفية والفقيرة، حيث تنعدم سبل الوقاية وتتأخر سبل العلاج، مما يحول اللدغة إلى حكم بالإعدام.
ورغم أن أغلب هذه الحالات يمكن الوقاية منها بسهولة عبر التدخل الطبي السريع واستخدام معدات وقائية بسيطة كالأحذية المناسبة، إلا أن غياب التوعية وضعف الإمكانات الطبية يحولان دون ذلك. وتؤدي هذه اللدغات إلى خسائر اقتصادية فادحة، نتيجة فقدان القدرة على العمل وتراجع مستوى المعيشة، ما يدفع العديد من الأسر إلى هوة الفقر.
تجسد هذه الأزمة أيضا جانبًا مظلمًا من عدم المساواة في الرعاية الصحية، حيث يصبح العلاج متاحا فقط لمن يملكون القدرة المادية، بينما يترك الفقراء لمصيرهم. ومن هذا المنطلق، أطلقت المبادرة العالمية “Strike Out Snakebite (SOS)” حملة دولية تهدف إلى إدراج لدغات الأفاعي ضمن أولويات الصحة العامة العالمية.
وتركز المبادرة على دعم الجهود الوقائية والعلاجية، من خلال توفير مضادات السموم، وتدريب الكوادر الطبية، وتوزيع معدات الحماية الشخصية في المناطق عالية الخطورة. كما تعمل على لفت أنظار العالم إلى حجم المأساة، عبر أنشطة فنية وتوعوية مؤثرة.
وفي هذا الإطار، تم عرض منحوتة بعنوان “الناب الصامت”، مصنوعة من أحذية مستعملة وغير واقية، رسمت بألوان علم باكستان، لتسليط الضوء على واقع البلاد التي تسجل نحو 8,000 وفاة سنويا بسبب لدغات الأفاعي. وتجسد المنحوتة الخطر الذي يواجهه الأطفال في طريقهم إلى المدارس، والمزارعين أثناء عملهم، وهم يسيرون حفاة أو بأحذية لا تقيهم من هذا الخطر القاتل.
تأتي هذه الجهود كمحاولة جادة لتحريك المياه الراكدة، ودعوة للعالم لإنهاء هذا التهديد الصامت الذي يحصد الأرواح بصمت، في زوايا بعيدة لا تصلها عدسات الإعلام ولا اهتمام صناع القرار.
