كأس أمم إفريقيا : المنتخب الوطني السنغالي

في طريق مليء بالترقب والندية، حجز منتخب السنغال مقعده في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، بعد مسار قوي في التصفيات جعله واحدًا من أبرز المنتخبات التي قدمت أداءً ثابتًا واستحقّت التأهل دون مفاجآت.
دخل “أسود التيرانغا” التصفيات ضمن المجموعة L إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو ومالاوي وبوروندي، وهي مجموعة بدت في المتناول نظريًا، لكن المنتخب السنغالي تعاطى معها بجدية واضحة منذ الجولة الأولى.
أنهى المنتخب مشواره في الصدارة برصيد 16 نقطة من أصل 18 ممكنة، بعد تحقيقه خمسة انتصارات وتعادل واحد فقط دون أي هزيمة، مع أداء دفاعي منظم وخط هجومي فعال حافظ على إيقاع ثابت طوال الجولات.
شهدت التصفيات مجموعة من اللحظات التي أكدت جاهزية المنتخب للعودة بقوة إلى ساحة المنافسة القارية، من بينها: فوزه خارج الديار على مالاوي في مباراة أعطته دفعة مبكرة للانفراد بالصدارة. تعادله التكتيكي أمام بوركينا فاسو، والذي مثّل النتيجة الوحيدة التي أفلتت منه. انتصاره الحاسم على بوروندي بثنائية قوية، حسم بها الصدارة رسميًا.
هذا الأداء المميز عكس جاهزية الفريق، سواء على المستويين الفني أو البدني، وجعل عملية التأهل مجرّد تحصيل حاصل في الجولات الأخيرة.

يعتمد المنتخب السنغالي على تركيبة تجمع بين الخبرة والموهبة، أبرزها حضور قائد الهجوم صاديو ماني الذي يُعد أحد أهم عناصر الاستقرار داخل المجموعة.
وفي الخط الخلفي، يواصل المدافع القوي كالدو كوليبالي قيادة المنظومة الدفاعية بأسلوب يجمع بين القوة والانضباط التكتيكي.
في المقابل، يبرز الجيل الجديد عبر أسماء مثل يمان نداي الذي يمنح الوسط حركية هجومية إضافية، والموهبة الصاعدة حبيب ديارا الذي خطف الأضواء خلال التصفيات بعدما لعب دورًا حاسمًا في مباريات مهمة.
يدخل المنتخب السنغالي نهائيات كأس أمم إفريقيا بطموحات كبيرة، خاصة بعد تتويجه باللقب قبل أعوام وامتلاكه مجموعة مكتملة العناصر، ما يجعل الكثير من المتابعين يضعونه ضمن قائمة المرشحين للفوز باللقب من جديد.
تبدو المجموعة التي وقع فيها الفريق في النهائيات “متوازنة”، وتسمح له بالدخول في الأجواء تدريجيًا قبل الاختبارات الكبرى في الأدوار الإقصائية. وبين خبرة لاعبيه وقوة شخصيته في المحافل القارية، يظل المنتخب السنغالي أحد أبرز الأسماء التي تنتظرها الجماهير في “كان 2025”.





