عزيز بنسعد: صوت الزجل الشعبي المغربي الأصيل

ع.مشواري
عزيز محمد بنسعد، شاعر زجل مبدع من مواليد الدار البيضاء في 29 نوفمبر 1966، يعد من أبرز الأسماء التي أثرت في الأدب الشعبي المغربي. بدأ رحلته الشعرية بإصدار أول دواوينه “كلمة أزار حياتي” سنة 1996 عن دار قرطبة، ومنذ ذلك الحين توالت إبداعاته التي رسمت معالم تجربته الزجلية العميقة، منها “ما هي بسكاتي” (2000)، “غنيت برحال” (2004)، و“طيح فضاح” (2006). حملت هذه الأعمال ملامح الحياة اليومية المغربية، مما جعل كلماته قريبة من الناس وبسيطة في ظاهرها لكنها عميقة في مضامينها.
الصورة التي تجمع عزيز بنسعد بجلالة الملك محمد السادس تؤرخ لحظة تاريخية في مسيرته، حيث يبرز هذا اللقاء الملكي تقدير القيادة المغربية للمبدعين الذين يمثلون الهوية الثقافية للبلاد. هذا الشرف الذي حظي به الشاعر يبرز مكانته الراسخة في المشهد الأدبي الوطني.



لم يقتصر إبداع بنسعد على الشعر المكتوب، بل امتدت تجربته إلى دراسة زجله في مؤلفات نقدية مثل كتاب “جدلية الإدانة والوعي بسهول الكتابة” (2017)، إلى جانب إصدارات أخرى تسلط الضوء على خصوصية زجله، مثل “الدراما والحرف وصمت فيها معاني” (2017).
في مجال الموسيقى، كانت كلماته حاضرة بقوة من خلال تعاونه مع مجموعة “رفاك”، حيث أبدع قصيدتي “علام الليف” و“طير الورشان” اللتين تجسد قصائدهما الإيقاع الموسيقي للزجل المغربي الأصيل. هذه الأعمال الموسيقية كانت شاهدة على قدرة بنسعد على المزج بين الكلمة العذبة والإيقاع الفني.
بإبداعاته الشعرية ودراساته النقدية، يظل عزيز بنسعد رمزا من رموز الزجل الشعبي المغربي، الذي عكس في أعماله بساطة الحياة بعمق فلسفي، مما جعله من أبرز الأصوات التي حافظت على التراث الشعبي وأدخلته عوالم جديدة تعكس تطلعات الإنسان المغربي.