عبد الكريم ردادي يوقع كتابه الجديد: “سطات بين الماضي والمستقبل”

إعداد و تصوير عبد المجيد رزقو بن صالح
تناول عبدالكريم ردادي في مؤلفه الجديد “مدينة سطات” بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط 2025، لدورته الثلاثين، يوم الخميس 24 من أبريل، التي شكلت جزءًا كبيرًا من مسار حياته، مسلطًا الضوء على التحولات التي عرفتها المدينة بين الماضي والحاضر.
و حاول ردادي من خلال هذا العمل شرح مفهوم تطور المدن، مبرزًا أن التغير سُنة طبيعية لا مفر منها، مشيرًا إلى أن مدينة سطات، مثلها مثل نيويورك وغيرها من المدن الكبرى، خضعت بدورها لهذه الدينامية.

في سياق حديثه عن ذاكرة المدينة، أوضح أن سطات كانت تضم ثلاثة أحياء تعرف باسم “الملاح”، فيما كانت بقية المناطق تُسمى قديماً بـ”النزلات”، مثل “نزلة الشيخ” و”نزلة المقدم المعطي”، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى “دروب” بعد سنة 1928. ويعترف ردادي بأن المشاريع كبرى، مثل بناء الطريق السيار، قد غيّرت معالم المدينة، لكنه يؤكد أن هذه التغييرات كانت في مجملها إيجابية، رغم حنين البعض لزمن مضى.
وأضاف أن مدينة سطات اليوم تعرف نهضة عمرانية واقتصادية، بفضل استثمارات كبرى ومشاريع نوعية مثل ملعب الغولف، مما يعكس دينامية جديدة تقودها أجيال شابة، تواصل بناء المدينة تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس.

وخلال هذا العام، شارك عبد الكريم ردادي بإصدارين: الأول عن ظاهرة المقاهي في المغرب خلال جائحة كوفيد-19، والذي صدر عن دار نشر مرسام سنة 2024، والثاني مخصص لمدينة سطات.
وسبق لردادي أن أصدر كتبًا تناولت موضوعات اجتماعية متنوعة بلغة مبسطة وأسلوب أنثروبولوجي فريد منها: “تاريخ الخبز بين المقدس واليومي”، “مأكولات الشارع”، “أبواب المدن”، “عادات النوالة”، و”ثقافة الشاي”. وهو بصدد إنهاء مؤلف جديد بعنوان “الحياة الثانية للخبز”، المنتظر أن يصدر قريبًا ويتألف من حوالي 400 صفحة.
ترتكز مقاربة عبد الكريم ردادي على خلفيته الأكاديمية في الأنثروبولوجيا، حيث يسعى إلى تبسيط الظواهر الاجتماعية وتسليط الضوء على مواضيع تبدو بسيطة ظاهريًا، لكنها غنية بالمعاني والدلالات العميقة.
