عبد الحق المريني: صوت القصر وذاكرة المغرب

غادر عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، الحياة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد مسيرة امتدت لأكثر من 13 عاما ارتبط خلالها اسمه بإعلان أبرز الأحداث الوطنية، مخلفا وراءه إرثا ثقافيا وفكريا غزيرا أهله ليكون صوت المؤسسة الملكية.
لم يكن المريني مجرد ناطق رسمي، بل كان مثقفا موسوعيا، ذا ذاكرة تاريخية ووعي رصين، تميز بتواضع كبار رجالات الدولة. سيرة حياته المهنية اتسمت بالصمت والعمل بعيدا عن الأضواء، حتى نال شرف الحديث باسم القصر.
أثار خبر وفاته حزنا واسعا بين من عرفوه أو سمعوا صوته وهو يعلن أخبار القصر، بصوته المطبوع بخبرة الباحث والمؤرخ المخلص لتاريخ المغرب.
ولد المريني عام 1934 بالرباط، حيث تلقى تعليمه وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، قبل أن يتابع دراساته في الأدب واللغة والدراسات الإسلامية، ويحصل على عدة شهادات عليا من جامعات مغربية وفرنسية، أبرزها دكتوراه الدولة في الأدب.
إلى جانب مهامه الرسمية، كان كاتبا غزير الإنتاج، أثرى المكتبة المغربية بمؤلفات في التاريخ والسياسة والثقافة، من أبرزها: الجيش المغربي عبر التاريخ (1968)، محمد الخامس: دراسات وشهادات (1988)، والشاي في الأدب المغربي (1999). تناولت كتاباته تحولات المجتمع المغربي، وأرخت لمراحل حكم ملوك المغرب الحديث، من محمد الخامس إلى محمد السادس.
رحل عبد الحق المريني عن عمر ناهز 91 عاما، تاركا وراءه سيرة رجل دولة استثنائي، ومؤرخ حمل ذاكرة وطن بصمت وأمانة.