ظاهرة الرغوة البيضاء في سيدي البرنوصي: مخاوف صحية ومسؤولية بيئية

شهدت منطقة سيدي البرنوصي ظاهرة غريبة أثارت قلق الساكنة، حيث غطت رغوة بيضاء غامضة الشوارع بعد تدفقها من قنوات الصرف الصحي. هذا الحدث غير المسبوق أثار العديد من التساؤلات حول مصدر هذه المادة وأضرارها المحتملة على الصحة العامة والبيئة.

يطالب سكان المنطقة بتوضيح عاجل من الجهات المسؤولة، نظرا لعدم معرفتهم بأسباب هذه الظاهرة أو تأثيراتها الصحية. وقد تعددت الفرضيات حول مصدر الرغوة البيضاء،إذ يربط البعض الأمر بمخلفات إحدى الشركات الصناعية، مثل شركة كريستال الموجودة بمنطقة 15 التابعة لثراب عمالة المحمدية ، إلا أن هذه الفرضية قد تكون مستبعدة نظرا لتباعد الشركة عن موقع الحادث. بينما يرجح آخرون أن يكون السبب مرتبطا بمخلفات الدهاليز السرية المتواجدة في حي القدس.

فإذا كان هذا التلوث ناتجا عن مخلفات الدهاليز السرية في حي القدس، فمن الضروري محاسبة الجهات المسؤولة، سواء كانت السلطات المحلية أو أصحاب المحلات المتورطين. فلا يمكن القبول بسياسة “دهن السير يسير” التي تسمح بتمرير المخالفات البيئية على حساب صحة المواطنين وسلامة البيئة.

كما يتوجب على الجهات المختصة، سواء البيئية أو الصحية، التحرك فورا وأخذ عينات من هذه الرغوة لإجراء التحاليل اللازمة ومعرفة ما إذا كانت تحتوي على مواد سامة أو ضارة. كما يجب اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، من خلال تشديد الرقابة على الأنشطة الصناعية والتجارية في المنطقة، وضمان التزامها بالمعايير البيئية.

ويبقى التواصل والشفافية من أهم المطالب التي ينادي بها سكان سيدي البرنوصي، حيث ينتظرون إجابات واضحة وحلولا جذرية لهذه الظاهرة الغامضة. فهل ستتحرك الجهات المختصة بسرعة لكشف الحقيقة؟ أم أن الساكنة ستظل في دوامة التكهنات والقلق؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى