صراع داخل “السنبلة”: ولادة حزب جديد تشعل الجدل بين أوزين والفاضيلي

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، خرج محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، عن صمته للرد على إعلان تأسيس حزب جديد تحت اسم “الحركة الديمقراطية الشعبية”، والذي اعتبره محاولة مكشوفة لقرصنة اسم حزبه العريق. أوزين شدد على أن هذه المبادرة لا تعدو أن تكون “ضربا من العبث”، مؤكدا أنه وجه مراسلة رسمية إلى وزارة الداخلية لمنع استعمال الاسم.

وأكد أوزين أنه لا يعارض مبدأ التعددية الحزبية، بل يدافع عنه، غير أنه رفض ما سماه “السطو على تاريخ وهوية حزب عمره أكثر من سبعين عاما”، داعيا أصحاب المبادرة إلى إعمال قدر من الإبداع في اختيار التسمية بدل “الاحتماء بظل غيرهم”.

وفي معرض حديثه، شكك أوزين في مصداقية القائمين على المشروع، موضحا أن الأمر لا يتعلق بقيادات حقيقية، بل بشخصين أحدهما نقابي من الدار البيضاء سبق أن حاول الإطاحة بالأمين العام السابق محند لعنصر، والآخر شاب من الشبيبة الحركية لم يتم إدماجه في المكتب السياسي، ولا يملك قاعدة جماهيرية أو تمثيلية تنظيمية. واعتبر أن “رد فعلهما جاء بدافع شخصي بحت”.

ووصف الأمين العام تأسيس هذا الكيان الحزبي الجديد بأنه “تبخيس للعمل السياسي” و”مهزلة سياسية”، مضيفا بسخرية أن “البعض يطمح لإمارة ولو على الحجارة”، في إشارة إلى أن الغاية من المشروع لا تتعدى التموقع الذاتي والمصالح الشخصية.

من جهته، أكد محمد الفاضيلي، أحد الوجوه السياسية البارزة والقيادية في المشروع الجديد، أن تأسيس الحزب تم فعليا، وأن ملفه قد أودع لدى مصالح وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن العملية تمر بمراحل تنظيمية وإدارية عدة، من إعداد الوثائق القانونية وتشكيل اللجنة التحضيرية إلى تنظيم المؤتمر التأسيسي.

وبخصوص الانتقادات التي وجهت له، اعتبر الفاضيلي أن مبرر التأسيس ينبع من غياب الديمقراطية الداخلية داخل الحزب الأم، موضحا أن القيادة الحالية أصبحت تتخذ قراراتها بشكل انفرادي دون الرجوع إلى المؤسسات الحزبية. وأشار إلى أن هذا الواقع دفع العديد من المناضلين إلى التفكير في مشروع جديد يمنح صوتا حقيقيا للقاعدة ويستعيد منطق الشراكة والقرار الجماعي.

وعن الأسماء التي التحقت بالمبادرة، تحفظ الفاضيلي على ذكر أي منها، مؤكدا أن الأمر ما زال في طور المشاورات، وأن الإعلان عن الهيكلة سيكون لاحقا بالتزامن مع عقد المؤتمر، كما أوضح أن هناك تنسيقا قانونيا مع الأعضاء الذين ما زالوا ينتمون رسميا لحزب الحركة الشعبية، لضمان انتقال سليم يراعي القوانين الجاري بها العمل.

وحين سئل عن الدور الذي قد يلعبه القيادي محمد الفاضيلي الأب في الحزب الجديد، استبعد محمد أوزين أي مشاركة له، مرجحا ذلك إلى سنه المتقدمة ووضعه الصحي، إذ يبلغ من العمر أكثر من تسعين عاما ويشغل حاليا عضوية مجلس الحكماء.

ويأتي هذا التطور في وقت تعيش فيه الساحة الحزبية المغربية حالة من الركود، ما يجعل من إعلان تأسيس حزب جديد حدثا لافتا، خاصة إذا كان ناتجا عن انقسام داخلي في أحد أعرق الأحزاب الوطنية. ورغم الجدل القائم، يرى البعض أن الأمر قد يشكل فرصة لإعادة ترتيب المشهد السياسي، فيما يعتبره آخرون مجرد إعادة إنتاج للصراعات الشخصية تحت يافطة التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى