شهادات من الجحيم: ضحية سجون البوليساريو يروي تفاصيل التعذيب ويدعو لملاحقة المسؤولين


أعرب محمد مولود شويعر، أحد الناجين من معتقلات جبهة البوليساريو والعائد إلى أرض الوطن، عن عزمه اللجوء إلى القضاء الدولي لمحاسبة قادة الجبهة والسلطات الجزائرية، نتيجة ما تعرض له من تعذيب مروع وإهانة لكرامته خلال سنوات طويلة من الاحتجاز، بدأت عندما كان في السادسة عشرة من عمره. واصفا ما عاشه في مخيمات تندوف بـ”جحيم لا يطاق”.وقال شويعر، وهو رئيس جمعية العودة لضحايا سجون ومعتقلات البوليساريو في مدينة طانطان، إنه كان من بين أول مجموعة تضم 54 شخصا تم اعتقالهم دون أي مبرر قانوني، فقط بسبب انتمائهم إلى قبائل صحراوية مغربية رفضت الانضمام إلى مشروع الجبهة الانفصالية.وأضاف أن فترة اعتقاله كانت مليئة بالرعب والمعاناة، حيث مورست أبشع أساليب التعذيب بشكل يومي، مشيرا إلى أنه كان شاهدا على فظائع لا يمكن تصورها، من بينها قتل الأطفال أمام ذويهم، وإحراقهم، وإطلاق النار عليهم بدم بارد. وقال: كانت أيامنا كأنها مشاهد من فيلم رعب، لكنها كانت واقعا نعيشه في كل لحظة.وذكر أن بعض المعتقلين قضوا ما يزيد عن خمسة عشر عاما خلف القضبان، لا لشيء سوى لأنهم رفضوا الرضوخ لأوامر الجبهة. وأوضح أن ذكرى تندوف باتت مرادفا للجحيم في أذهان الناجين، وما يزال مصير الكثير من رفاقهم مجهولا حتى اليوم، بعد أن تعرض بعضهم للقتل تحت التعذيب أو السحل حتى الموت بواسطة السيارات.وفي سرد لإحدى الذكريات الأليمة، تحدث شويعر عن يوم السادس عشر من غشت عام 1977، حين شهد إعدام تسعة من رفاقه رميا بالرصاص، فقط لأنهم رفضوا الانخراط في صفوف الجبهة المسلحة.كما أشار إلى معاناته داخل معتقل “الرشيد”، الذي وصفه بأنه من أبشع السجون التابعة للبوليساريو، حيث دفن بعض المعتقلين أحياء بعد تقييدهم، فيما استمرت صرخاتهم حتى غمرهم التراب، وسط اتهامات كاذبة لهم بالتجسس لصالح المغرب.واختتم شويعر حديثه بتأكيد عزمه على مواصلة المسار القانوني حتى النهاية، بمساعدة محامين دوليين ومنظمات حقوقية، مشددا على أن المسؤولية لا تقع على البوليساريو وحدها، بل تطال الجزائر باعتبارها الداعم الأساسي للجبهة. وقال: ندرك جيدا أن البوليساريو ليست سوى أداة بيد النظام الجزائري، الذي يعادي المغرب ويسعى دائما إلى تقويض استقراره، دون اعتبار للآلام التي تسببت فيها سياساته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى