سيدي البرنوصي.. كواليس تبديل الألوان الحزبية قبل موعد الانتخابات

في المشهد السياسي المحلي، كثيرا ما يرفع بعض المنتخبون شعارات الولاء والانتماء الحزبي، متباهين بالتمسك بالمبادئ والقيم التي يمثلها الحزب. غير أن الواقع يكشف سريعا أن هذا الولاء غالبا ما يكون شكليا، إذ ما إن تلوح المصالح الشخصية أو الحسابات الانتخابية حتى يغير البعض ألوانهم الحزبية، متجاوزين كل الشعارات التي كانوا يدافعون عنها.
هذا ما برز مؤخرا في مقاطعة سيدي البرنوصي، حيث تسربت أخبار عن اجتماعات يعقدها بعض المنتخبين مع مواطنين في ما يشبه حملة انتخابية سابقة لأوانها. ووفق مصادر محلية، فإن هذه اللقاءات تهدف أساسا إلى تهيئة الأرضية لتحقيق مصالح شخصية، والاستعداد لتغيير الانتماء الحزبي بحثا عن التزكية للترشح إلى البرلمان، بعيدا عن البرامج أو المبادئ، وبالاعتماد فقط على حسابات انتخابية ضيقة.
وفي هذا السياق، يعلق مراقبون بلهجة رمزية قائلين: “على التراكتور أن يأخذ مكانه ويترك الحصان لأهله، وعلى الكتاب ألا يحاول الطيران مع الحمامة”، في إشارة واضحة لبعض الممارسات السياسية الجارية.
هذه الوقائع تطرح أسئلة جوهرية حول مصداقية العمل السياسي، وإلى متى سيبقى المواطن مجرد متفرج على ما يشبه “مسرحية سياسية” تتكرر في كل دورة انتخابية. فاستمرار مثل هذه التصرفات يضر بصورة العمل السياسي، ويضعف ثقة المواطنين بالمنتخبين والمؤسسات، كما يحول السياسة من أداة لخدمة الصالح العام إلى وسيلة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
لقد أصبح تبديل الألوان الحزبية (قليب الفيستة) ،رمزا لفقدان الثقة والجدية في الممارسة السياسية، وهو ما يعبر عنه المواطنون بوضوح من خلال تزايد مظاهر الإحباط. ولمواجهة هذه الظواهر، يؤكد المتابعون ضرورة تعزيز الشفافية وفرض محاسبة حقيقية للمنتخبين، حفاظا على مصداقية العملية السياسية واستعادة ثقة الناس.