زيارة عسكرية مغربية رفيعة إلى واشنطن: شراكة استراتيجية وآفاق تسليح متطور

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن مؤخرا زيارة وصفت بالاستراتيجية، قام بها وفد عسكري مغربي رفيع المستوى برئاسة الجنرال محمد كديح، المفتش العام للقوات الملكية الجوية، رافقه الجنرال مومن، قائد المكتب الرابع المكلف بالصفقات والتجهيزات، إلى جانب عدد من كبار ضباط سلاح الجو المغربي.

ووفق ما أعلنته سفارة الولايات المتحدة في الرباط، شكل اللقاء الذي جمع الجنرال كديح بستـانلي براون، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكرية، محطة بارزة في الزيارة. وقد وصف الاجتماع بأنه “مثمر وبناء”، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية التي تجمع الرباط بواشنطن والدور المحوري للمغرب في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

كما التقى الوفد المغربي بالجنرال ديفيد أولفين، رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، في اجتماع اتخذ طابعا استراتيجيا يتجاوز المراسم البروتوكولية التقليدية. وخلال هذا اللقاء، عبر المسؤولون الأميركيون عن تقديرهم الكبير للشراكة الوثيقة مع المغرب، مشيرين إلى مكانته كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي، وإلى دوره البارز في استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تعاون دفاعي متصاعد بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، ترجم عبر صفقات نوعية شملت اقتناء مروحيات “أباتشي” وتحديث أسطول مقاتلات “إف-16”. ويتوقع أن تمهد اللقاءات الأخيرة الطريق نحو مجالات تعاون أكثر تقدما، تشمل تعزيز القدرات التسليحية، التكوين المشترك، والتنسيق العملياتي.

ويرى محللون عسكريون أن مشاركة الجنرال مومن، المسؤول عن الصفقات العسكرية، إلى جانب الجنرال كديح، قد تحمل مؤشرا على انخراط المغرب في مفاوضات متقدمة بشأن الحصول على مقاتلات “إف-35” الشبحية، التي تعد الأكثر تطورا في العالم. وإذا تحقق هذا السيناريو، فسيشكل خطوة نوعية في تطوير القدرات الجوية المغربية، ويضع المملكة ضمن دائرة محدودة من الدول المالكة لهذا الجيل المتطور من الطائرات المقاتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى