رحيل الشيخ عبد العزيز الكرعاني… صوت القرآن وأخلاق العلماء

في صبيحة يوم السبت 31 ماي الجاري، انتقل إلى رحمة الله وعفوه الإمام والفقيه عبد العزيز الكرعاني، بإحدى المصحات بمدينة بوسكورة، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، قاومه بصبر واحتساب، إلى أن سلم الروح لبارئها.
وقد ترك خبر وفاته أثرا عميقا في نفوس محبيه وتلاميذه وكل من عرفه، لما كان يتحلى به من أخلاق طيبة، وتواضع، وإخلاص في خدمة الدين. وقد نعاه عدد كبير من العلماء والمواطنين، معبرين عن حزنهم الشديد لفقدانه، ومؤكدين أن رحيله خسارة كبيرة لا تعوض في المجالين الديني والتعليمي.
تم تشييع جثمان الفقيد في جنازة مهيبة بمدينة الدار البيضاء، شارك فيها حشد من العلماء وعموم المواطنين، حيث وري الثرى وسط دعوات صادقة بالرحمة والمغفرة. وقد كان الفقيد يشغل منصب إمام مسجد القاضي عياض بالدار البيضاء، بالإضافة إلى عمله كإطار تربوي بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة، في جمع مبارك بين العلم الشرعي والتعليم العصري، ما جعله قدوة ونموذجا يحتذى في الأخلاق والمهنية.
بدأ الفقيد مساره مع القرآن الكريم في سن مبكرة، إذ أرسله والده، وهو في الخامسة من عمره، إلى أحد الكتاتيب القرآنية، التي كان يشرف عليها خاله، المكرَس لتحفيظ كتاب الله. وهناك، حفظ الشيخ عبد العزيز القرآن الكريم كاملا، فكان من حفظة القرآن منذ نعومة أظفاره، وهو ما أثر في مسيرته العلمية والدعوية لاحقا.
إن رحيل الشيخ عبد العزيز الكرعاني، ليس مجرد فقد لشخص، بل هو غياب لمدرسة من الخلق والعلم والبذل، سيظل أثره حيا في قلوب من عرفوه وتتلمذوا على يديه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.