دافوس 2025:منصة التعاون الدولي في عصر الذكاء الاصطناعي والاقتصادي المستدام

ع.مشواري

تحت شعار “التعاون في عصر الذكاء الاصطناعي”، تنطلق القمة السنوية الخامسة والخمسون لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي وسط تحديات عالمية تتطلب تنسيقا دوليا غير مسبوق. ستجمع القمة شخصيات سياسية بارزة مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، إلى جانب نخبة من الخبراء والقادة لمناقشة القضايا الملحة التي تواجه العالم.

سيشهد المنتدى نقاشات عميقة حول قضايا جيوسياسية حساسة. ستشارك رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا ووزيرة الخارجية البولندية في ندوة بعنوان “أوكرانيا: الطريق الذي يجب اتباعه”، بينما سيقود وزير المالية السويدي مائدة مستديرة حول “روسيا ومكانتها في العالم عام 2025”. كما ستعقد جلسة رفيعة المستوى تجمع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والأردن والعراق لبحث سبل خفض التوترات في الشرق الأوسط.

ومع تصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي، يركز المنتدى على دوره في تحقيق التحول الرقمي المستدام. يلفت المنتدى إلى الحاجة الملحة لسد فجوة البنية التحتية العالمية، التي قد تصل تكلفتها إلى 15 تريليون دولار بحلول عام 2040. وسيبحث المشاركون استراتيجيات لتطوير شبكات الطاقة الذكية، مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة تحديد الهوية والدفع الرقمي.

كما يدعو المنتدى الحكومات والشركات إلى التعاون لفتح البيانات الحكومية واعتماد معايير عالمية للذكاء الاصطناعي. يعد مشروع “إكس رود” في إستونيا نموذجا مثاليا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، إذ يوفر ملايين الساعات سنويا من وقت العمل بفضل بنيته الرقمية المتطورة.

ومن أبرز محاور النقاش في القمة استغلال التكنولوجيا لدعم الاقتصاد الدائري. يتوقع أن تصل استثمارات الاقتصاد الحيوي إلى 30 تريليون دولار بحلول عام 2030، مع التركيز على تطوير منتجات تعتمد على مواد أولية متجددة مثل الوقود والبلاستيك الحيوي.

يشير المنتدى إلى الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا في تحسين جودة الحياة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين التشخيص الطبي وتوفير العلاج للمرضى في المناطق النائية. كما يمكنه تحسين توزيع اللقاحات عالميا، خاصة أن 10% من سكان العالم لا يحصلون على التطعيمات الأساسية.

كما يحذر المنتدى من مخاطر السياسات الحمائية التي تعيق التعاون الدولي. يركز على أهمية تبادل البيانات عبر الحدود لتحقيق فوائد الذكاء الاصطناعي، مع ضمان حماية الخصوصية والسيادة الوطنية. ويرى خبراء أن وضع معايير دولية موحدة لحماية البيانات قد يكون خطوة حاسمة لتجاوز التحديات الحالية.

يأمل منتدى دافوس هذا العام في إقناع الدول بالتخلي عن السياسات الحمائية لصالح تعاون متعدد الأطراف يضمن تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للجميع. مع وعود بتحقيق قفزة نوعية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يبدو المنتدى على استعداد لقيادة العالم نحو مستقبل رقمي مستدام يخدم البشرية بأسرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى