حادثة سير خطيرة بسيدي البرنوصي تعري واقع البنية الطرقية وتستدعي تدخلا عاجلا

شهد حي سيدي البرنوصي، زوال يوم الاثنين، حادثة سير خطيرة على مستوى تقاطع شارع امبارك بن بوبكر حمادي والطريق الوطنية رقم 1، في منطقة تعد من أكثر المحاور الطرقية حيوية وخطورة على حد سواء، خاصة أنها تربط الأحياء السكنية بالمنطقة الصناعية وتشهد كثافة مرورية عالية.
الحادث نجم عن فقدان سائق شاحنة من الوزن الثقيل السيطرة على مركبته، إثر عطل مفاجئ في نظام الفرامل، مما أدى إلى اصطدام عنيف بأربع سيارات خفيفة كانت تسير بمحاذاته. وقد خلف هذا الاصطدام القوي خسائر مادية جسيمة، إلى جانب إصابات بليغة في صفوف بعض السائقين، الذين جرى نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى المنصور لتلقي الإسعافات الضرورية.



وعلى الرغم من هول الحادث، فقد أكدت مصادر محلية عدم تسجيل أي وفيات، ما يعد – في نظر الكثيرين – “نجاة بأعجوبة”، نظرا لحجم الضرر الذي خلفه الحادث، خاصة وأنه وقع في نقطة تعرف حركة دؤوبة للمركبات والمارة.
هذا المقطع الطرقي أصبح، وفق تعبير عدد من السكان، “نقطة سوداء” تهدد سلامة مستعملي الطريق بشكل يومي، لا سيما مع استمرار مرور الشاحنات الثقيلة التي تتخذه مسارا رئيسيا نحو الحي الصناعي، رغم خطورته وضيق مجاله الحضري.
ويطالب سكان المنطقة الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي، بإعادة النظر في تنظيم السير والجولان بهذا المحور، عبر منع مرور الشاحنات الكبرى بشكل نهائي، وتفعيل مقتضيات مذكرة والي جهة الدار البيضاء – سطات، السيد امحمد امهيدية، التي تنص على منع مرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل داخل الأحياء السكنية.
كما شدد المواطنون على ضرورة وضع علامات مرورية واضحة في الاتجاهين، وتنفيذ إجراءات صارمة تمنع ركن السيارات بجنبات الطريق، لما لذلك من دور كبير في تضييق مسارات السير ورفع مستوى الخطر.
الحادثة، التي كانت ستتحول إلى فاجعة لولا تدخل العناية الإلهية، تفتح باب النقاش مجددا حول أولوية السلامة الطرقية في الأحياء الحضرية، وتضع المسؤولين أمام مسؤوليتهم في اتخاذ قرارات حازمة للحد من الحوادث وإنقاذ الأرواح.