توفيقي بلعيد: شاعر وروائي بين الشعر والنضال

انخرط توفيقي بلعيد في مهنة التعليم وبرز كناشط أدبي وحقوقي، حيث شارك في عدة هيئات ثقافية. بدأ مسيرته الإبداعية بنشر قصائده في الصحف المغربية منذ عام 1972، وتوالت أعماله التي تنوعت بين الشعر والرواية. من أبرز دواوينه الشعرية: “منعطفات سائبة” (1996) و“قصائد واجمة” (2012). أما في الرواية، فصدرت له “ذاكرة الجراح” (2001) و“مسارات حادة جدا” (2012).

تشكلت تجربته الأدبية بتأثير قراءاته المبكرة، حيث اطلع على أعمال مصطفى لطفي المنفلوطي وجبران خليل جبران، بالإضافة إلى روايات عالمية مثل “البؤساء” لفكتور هيجو و“الغريب” لألبير كامو. وقد ساهم معلمه أحمد زلجنار في تنمية شغفه بالقراءة، ما أسس لانطلاقته في عالم الكتابة.

كما جمع بين الإبداع الشعري والنضال السياسي، حيث قدم قصائده في الفضاءات الجماهيرية كالجامعات والقرى. في عام 1980، بحي البرنوصي في الدار البيضاء، أسس مجموعة “الطلقة الغنائية” التي ساهمت في نشر الأغنية الملتزمة، مقدمة أغاني الفلسطيني أحمد قعبور، والمصري الشيخ إمام، واللبناني مارسيل خليفة، إضافة إلى العديد من أشعاره التي حولتها المجموعة إلى أعمال غنائية، مثل أغنية “بدون جواز سفر” التي استلهمت معاناته مع السلطات للحصول على جواز سفر عام 1990.

رواياته تناولت القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور ذاتي وإنساني. روايته “ذاكرة الجراح” هي سيرة ذاتية جماعية وثقت سنوات الرصاص وتجربة اعتقاله الأول الذي بدأ في 10 مارس 1972، مسلطة الضوء على القضايا العائلية والاجتماعية. أما رواية “مسارات حادة جدا”، فقد وثقت نضالات شعوب العالم الثالث، بما فيها المغرب، خلال فترة التحولات السياسية الكبرى.

على مدى أكثر من أربعة عقود، نجح توفيقي بلعيد في المزج بين الشعر والرواية للتعبير عن قضايا الإنسان والمجتمع. ورغم الصعوبات، ظل رمزا للإبداع الثقافي والالتزام الإنساني، مقدما تجربة أدبية غنية تجمع بين العمق الحميمي والتأثير الجماهيري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى