تهيئة المنطقة الصناعية بسيدي البرنوصي: شراكة متعددة الأطراف ورهان على الحكامة الجيدة

ع.مشواري

في إطار الجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية وتحسين جاذبية المناطق الصناعية بمدينة الدار البيضاء، تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية ضمت ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، ومجلس الجهة، ومجلس جماعة الدار البيضاء، ومجلس وعمالة مقاطعة سيدي البرنوصي، إلى جانب المكتب الوطني للسكك الحديدية، وشركة الدار البيضاء للتهيئة.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى إعادة تأهيل البنية التحتية بالمنطقة الصناعية الواقعة في مقاطعة سيدي البرنوصي، باعتبارها من أبرز المحاور الصناعية الحيوية في العاصمة الاقتصادية، لما تحتضنه من وحدات إنتاجية كبرى تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني.

يبلغ الغلاف المالي الإجمالي للمشروع حوالي 60 مليون درهم، منها 40 مليون درهم كمساهمة من مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، في حين ساهم مجلس جماعة الدار البيضاء بـ5 ملايين درهم، وساهم المكتب الوطني للسكك الحديدية بـ15 مليون درهم. ويعكس هذا التمويل المشترك إرادة واضحة لدى مختلف المتدخلين لتوفير بنية تحتية متطورة ومحفزة للاستثمار، تسهم في تعزيز تنافسية النسيج الصناعي المحلي.

وقد أسند تنفيذ المشروع إلى مجلس جماعة الدار البيضاء، فيما ستتولى شركة الدار البيضاء للتهيئة مهمة تتبع وتدبير الأشغال، مستفيدة من خبرتها التقنية والإدارية في إنجاز مشاريع البنية التحتية الكبرى على مستوى الجهة.

ويشمل هذا المشروع إعادة تهيئة شبكة الطرقات، وتحسين الولوجيات، وتعزيز شبكات الصرف الصحي والإنارة، بما يتماشى مع تطلعات المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين داخل المنطقة الصناعية.

ويرتقب أن يكون لهذا المشروع تأثير مباشر على خلق فرص الشغل، وتحسين بيئة العمل، ورفع مردودية الإنتاج، مما يعزز جاذبية مدينة الدار البيضاء كقطب اقتصادي وطني وإفريقي.

ومع ذلك، تثار تساؤلات مشروعة حول مدى التزام الجهات المنفذة بدفتر التحملات، خاصة في ظل التجارب السابقة، وعلى رأسها مشروع كورنيش عين السبع–سيدي البرنوصي، الذي لم ينجز وفق المواصفات المتفق عليها، رغم الميزانية الضخمة التي رصدت له. فقد عرف المشروع تأخيرات متكررة وتعثرات في التنفيذ، ما أثار انتقادات واسعة من جانب الفاعلين المحليين والمجتمع المدني، بالنظر إلى ضعف جودة الأشغال وعدم احترام آجال الإنجاز.

ولتفادي تكرار هذه الإخفاقات، يقترح إحداث لجنة محايدة ومستقلة لتتبع ومراقبة أشغال مشروع المنطقة الصناعية بسيدي البرنوصي، تضمن احترام دفتر التحملات، والالتزام بالمعايير الفنية والجدولة الزمنية المحددة، بما يحقق الأهداف التنموية المرجوة على أرض الواقع.