بين تضارب الروايات وحقيقة الواقع: حق الساكنة في المعلومة الصادقة

ع.مشواري
في ظل ما تشهده الساحة المحلية من تناقضات وتضارب في الروايات، أصبح المواطن البسيط في سيدي البرنوصي يجد نفسه أمام سيل من الفيديوهات والمنشورات المتبادلة بين أطراف مختلفة، كل واحدة تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة. فبين من ينشر مقاطع مصورة لانتقاد الأشغال الجارية، ومن يرد باتهامات حول التضليل والابتزاز، تبقى الساكنة في حيرة من أمرها، تتساءل: من يقول الحقيقة؟ ومن يحاول استغلال الوضع لتحقيق مكاسب شخصية؟
إن النقاش حول تدبير الشأن المحلي أمر مشروع، بل ومطلوب، فالمحاسبة والمساءلة من ركائز الديمقراطية. لكن ما نلاحظه اليوم هو أن النقاش خرج عن إطاره البناء، وتحول إلى ساحة للصراع الشخصي، حيث تستغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فيديوهات تفتقر أحيانا إلى السياق الكامل، ويقابل ذلك بردود رسمية تتسم أحيانا بالاتهامات واللغة التصعيدية، مما يزيد الوضع غموضا بدلا من توضيحه.إن الساكنة لا تطلب سوى الحقيقة، بعيدا عن التلاعب والتوجيه المسبق للرأي العام. فالمواطنون يرون بأعينهم واقع الأشغال، ويدركون الفرق بين الانتقاد البناء الذي يسعى للإصلاح، وبين حملات التشويه التي تحركها مصالح ضيقة. لذلك، لا بد من مقاربة أكثر شفافية من جميع الأطراف، تعتمد على تقديم معطيات واضحة وموثقة، ومدعمة بأرقام وتقارير رسمية بدل الاكتفاء بالخطابات المتبادلة.
وفي هذا السياق، يتحمل المجلس الجماعي مسؤولية كبرى في التواصل المباشر مع الساكنة، من خلال نشر بيانات تفصيلية حول المشاريع المنجزة وتلك التي لا تزال قيد التنفيذ، مع تحديد العراقيل التي تواجهها بكل وضوح. كما أن على منتقدي الأشغال أن يكونوا مسؤولين في طرحهم، فلا يكفي تصوير جزء من الطريق أو زاوية معينة من مشروع ما لإصدار حكم عام على مجمل المجهودات المبذولة.وعلى السلطات المعنية ممثلة في شخص السيد الوالي ،التدخل العاجل لفك هذا الغموض ووضع حد لهذا الالتباس .
إن الرهان اليوم ليس على من يملك الصوت الأعلى في هذا الجدل، بل على من يستطيع تقديم أدلة مقنعة وواقعية تكشف الحقيقة بعيدا عن الشخصنة والتجاذبات السياسية. فالساكنة ليست في حاجة إلى صراعات فارغة، بل إلى إجابات واضحة، وخدمات ملموسة، وتنمية حقيقية تجعل سيدي البرنوصي نموذجا يحتذى به في التدبير المحلي.