انفراج دبلوماسي محتمل بين باريس والجزائر بعد الإفراج عن بوعلام صنصال

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال قد يعود قريبا إلى فرنسا بعد نقله إلى برلين لتلقي العلاج، معتبرا الإفراج عنه “انتصارًا للدبلوماسية الفرنسية والألمانية”. ويأتي ذلك وسط توتر مستمر في العلاقات بين باريس والجزائر منذ أكثر من عام.
وأوضح بارو أن إطلاق سراح صنصال، البالغ من العمر 81 عاما، يمثل صفعة للتيارات المتشددة التي تعرقل الحوار بين البلدين. وقد وافقت الجزائر على العفو عنه لأسباب إنسانية بعد أن صدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات في مارس الماضي بتهمة “المساس بوحدة الوطن” إثر تصريحات إعلامية أدلى بها في فرنسا.
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده نجحت منذ مطلع 2025 في تحرير نحو عشرة مواطنين محتجزين تعسفيا في الخارج، مؤكدا الحاجة إلى اعتماد “دبلوماسية مؤثرة” تقوم على الحوار لا التصعيد. كما جدد رغبة باريس في فتح نقاش “واضح ويحترم سيادة الجزائر”، خصوصا في ملف الصحافي الفرنسي كريستوف غليز المهدد بعقوبة قاسية.
ويأتي الإفراج عن صنصال قبل جولة إفريقية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشمل موريشيوس وجنوب إفريقيا والغابون وأنغولا، بالتزامن مع قمتي مجموعة العشرين والاتحاد الأوروبي–الاتحاد الأفريقي. وقد تتيح هذه المناسبة لقاء محتملا بين ماكرون والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في محاولة لتهدئة الأزمة الدبلوماسية.
وتركز الجولة على تعزيز الشراكات الاقتصادية والعسكرية، ومتابعة مشاريع ضمن مبادرة “غلوبال غيتواي” التي خصص لها 150 مليار يورو منذ 2021، إلى جانب بحث ملفات الأمن والهجرة في المحيط الهندي وأفريقيا.
ويمثل الإفراج عن صنصال خطوة رمزية قد تفتح الباب أمام تخفيف التوتر بين البلدين، خصوصا في ملفات المحتجزين والتعاون الاستراتيجي في القارة الأفريقية، فيما ينتظر المراقبون ما ستسفر عنه تحركات ماكرون المقبلة بشأن إعادة بناء الثقة بين باريس والجزائر.





