المغرب ينتصر: مجلس الأمن يحسم قضية الصحراء نهائيا لصالح المملكة

ع.مشواري

في مساء لا يشبه سواه، مساء سيظل محفورا في ذاكرة المغاربة جيلا بعد جيل، أعلن مجلس الأمن الدولي قراره التاريخي الذي حسم نهائيا قضية الصحراء المغربية لصالح المملكة. لقد انتهى زمن الانتظار الطويل، وبدأ عهد جديد عنوانه النصر والسيادة والوحدة الوطنية. في لحظة واحدة، امتزجت دموع الفرح بزغاريد الفخر في كل بيت مغربي، من طنجة إلى الكويرة، ورفرفت الأعلام على أسطح المدن والقرى، احتفاء بانتصار طالما آمن به الشعب وصبر لأجله عقودا.

هذا المساء لم يكن مجرد حدث سياسي، بل تجسيد لمعنى الوفاء للوطن وعدالة قضيته. لقد حان وقت الحصاد بعد سنين من الكفاح الدبلوماسي والمرافعة المتواصلة في المحافل الدولية، وبعد عقود من الصبر والمقاومة والعمل الهادئ والممنهج بقيادة رشيدة وحكمة ثابتة. لقد أثمر الجهد الجماعي الذي انخرط فيه الجميع، من رجال الدولة والدبلوماسيين إلى الجنود المرابطين في الصحراء، ومن البعثات الدبلوماسية في الخارج إلى المواطنين الذين حملوا حب الوطن في قلوبهم ودافعوا عنه بالكلمة والموقف.

وللمرة الأولى في تاريخ قرارات الأمم المتحدة، ورد الاعتراف الصريح بالسيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الواقعي والنهائي للنزاع. بهذا القرار الأممي، طويت صفحة الاستفتاء إلى الأبد، وسدل الستار على مرحلة التجميد والغموض، ليبدأ المغرب فجر مرحلة جديدة من البناء والتنمية، في ظل وحدة ترابية معترف بها دوليا. لقد انتصر المغرب بالحق والحكمة، وبإيمانه العميق بعدالة قضيته.

الفرحة التي تعم البلاد اليوم ليست مجرد لحظة عاطفية عابرة، بل هي ثمرة إصرار أمة لم تفقد يوما ثقتها في مستقبلها. فرحة أجيال متعاقبة آمنت بأن الصحراء جزء لا يتجزأ من الوطن، ودافعت عن ذلك في ميادين النضال السياسي والعسكري والثقافي. إنها لحظة وفاء للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الأرض، وللأبطال الذين رابطوا على الحدود، وللأجيال التي حملت على عاتقها أمانة الوحدة الوطنية.

لقد أثبت المغرب أن النصر لا يصنع بالسلاح وحده، بل بالعقل والدبلوماسية والرؤية البعيدة. واليوم، وهو يطوي آخر صفحات النزاع المفتعل، يقف مرفوع الرأس أمام العالم، وقد أكد أن السيادة لا تمنح، بل تنتزع بالإرادة والعمل والإيمان.

إن ما يشعر به كل مغربي هذه الليلة هو مزيج من الفخر والاعتزاز والامتنان. فالوطن الذي صبر طويلا انتصر أخيرا. انتصر بحقه، وبإجماع أبنائه، وبحكمة قيادته. إنها ليلة الوحدة، وليلة الانتصار الكبير التي توحد المغاربة جميعا حول وطنهم، وتفتح أمامهم أبواب المستقبل بثقة وأمل. فقد طال الانتظار، لكن النصر جاء عظيما، والمغرب اليوم أقوى من أي وقت مضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى