المغرب يحتفي بإفريقيا في لاس بالماس: مهرجان ثقافي لتعزيز التعايش والتنوع

في مبادرة تعكس عمق انتمائه الإفريقي وحرصه على تعزيز أواصر التعايش والتقارب بين الثقافات، نظم المغرب الدورة الأولى من “مهرجان يوم إفريقيا” في مدينة لاس بالماس بجزر الكناري. الحدث، الذي جاء احتفالا بيوم إفريقيا، أقيم بمبادرة من القنصلية العامة للمملكة المغربية وبدعم من السلطات المحلية ومكونات الجاليات الإفريقية.
عرف المهرجان مشاركة حوالي عشرة بلدان إفريقية، وجمع بين فقرات فنية وتراثية متنوعة عكست ثراء القارة السمراء. فقد تحولت العاصمة الكنارية ليوم كامل إلى فضاء تلاق إفريقي نابض بالحياة، من خلال عروض موسيقية، وورش في فن الطبخ، ومعارض للحرف التقليدية، وأمسيات تذوق للمأكولات الأصيلة من مختلف البلدان.
حظي الجناح المغربي بمكانة بارزة في قلب المهرجان، حيث استعرض تنوع التراث المغربي عبر عروض فنية وأزياء تقليدية، منها القفطان، إلى جانب أطباق شهية تمثل غنى المطبخ المغربي.
القنصل العام للمغرب، فتيحة الكموري، أكدت في تصريحها أن هذا الحدث يسعى إلى ترسيخ قيم التضامن الإفريقي وتقوية روابط الأخوة بين الشعوب. وبدوره، شدد مندوب حكومة جزر الكناري، أنسيلمو بادرون، على أهمية هذا النوع من المبادرات في دعم علاقات الأرخبيل مع إفريقيا وتعزيز دور الكناري كجسر طبيعي بين القارتين.
كما نوه كينغسلي أوديسي، رئيس جمعية الجاليات الإفريقية في إسبانيا، بالدور الريادي للمغرب، معتبرا أن المهرجان يجسد نموذجا يحتذى به في الدبلوماسية الثقافية والاعتراف بمكانة الجاليات الإفريقية في أوروبا.
ويأمل المنظمون في أن يصبح هذا المهرجان تقليدا سنويا يحتفي بالتراث الإفريقي ويعزز الحضور الثقافي الإفريقي في الفضاء الأوروبي، بما يعكس روح الانفتاح والتعايش والتعاون جنوب-جنوب.