المغرب والصين يدشنان عهدا جديدا بالسفر المباشر:سياحة واقتصاد بلاحدود

خلال ثلاثة أيام، شهدت العلاقات المغربية الصينية خطوة نوعية بافتتاح خطين جويين مباشرين بين البلدين. استأنفت الخطوط الملكية المغربية رحلاتها بين الدار البيضاء وبكين بعد توقف دام خمس سنوات بسبب جائحة كوفيد-19، في حين دشنت شركة “شنغهاي إيرلاينز” خطا جديدا بين الدار البيضاء وشنغهاي.
هبطت أولى الرحلات المباشرة بين الدار البيضاء وبكين يوم الثلاثاء الماضي بمطار بكين داشينغ الدولي، حاملة 291 راكبا، فيما استقبلت الرحلة الأولى لخط شنغهاي-الدار البيضاء يوم الأحد بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء بـ”تحية مائية تقليدية”.
تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الصينية، التي تشهد حركة سفر مكثفة عالميا. وقد لقيت هذه الخطوط اهتماما واسعا من وسائل الإعلام الصينية، التي أشارت إلى دورها في تعزيز السياحة المغربية وجذب مزيد من الزوار الصينيين.
أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملات ترويجية مكثفة بالسوق الصينية، شملت معارض وفعاليات كبرى في مدن مثل شنغهاي وبكين، إلى جانب توقيع الخطوط الملكية المغربية اتفاقيات مع وكالات سفر صينية لضمان استخدام أمثل للرحلات المباشرة.
تعتزم الخطوط الملكية المغربية زيادة وتيرة رحلاتها إلى بكين تدريجيا، مع خطط لتوسيع شبكتها إلى مدن صينية أخرى مثل غوانزو. وفي الوقت نفسه، ينتظر أن يسهم الجسر الجوي المزدوج بين البلدين في تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية، منها البنية التحتية والطاقة والتعليم.
يتزامن هذا التطور مع استعداد المغرب لاستضافة أحداث رياضية كبرى مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، ما يبرز أهمية هذه المشاريع في تعزيز موقع المغرب كمحور رئيسي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
الخطوط الجوية الجديدة بين المغرب والصين تمثل نقلة نوعية في رسم خريطة السياحة والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وتعزز التقارب الذي بدأ مع زيارة الملك محمد السادس للصين عام 2016.