الرشاد البرنوصي بين مجد الماضي وتحديات الحاضر

أبو رياض

يُعد نادي الرشاد البرنوصي واحداً من الأسماء التي تركت بصمتها في تاريخ كرة القدم الوطنية. فقد اشتهر لعقود كـ”مدرسة كروية” أنجبت لاعبين كبار ساهموا في إغناء البطولة الوطنية ورفع راية الكرة المغربية. غير أنّ المتتبع للشأن الرياضي يلاحظ أن الفريق في السنوات الأخيرة لم يعد يحمل نفس الهوية، بل عرف تحوّلات جعلته أقرب إلى فريق يعتمد على الانتدابات السنوية أكثر من اعتماده على تكوين لاعبيه الشبان.

 في الماضي، كان الرشاد يركز على الفئات الصغرى والشبان، حيث كان هؤلاء يشكلون القاعدة الصلبة التي يمد بها الفريق الأول. هذا النموذج جعل النادي يتميز بخصوصية عن باقي الفرق، ويُنظر إليه كفضاء مثالي لصقل المواهب.

الإدارة الحالية باتت تميل إلى تغيير جلدة الفريق سنوياً عبر الانتدابات و التعاقد مع لاعبين جدد، أغلبهم لا يملكون الارتباط العاطفي ولا الانتماء الحقيقي للنادي. هذا التوجه يعكس غياب مشروع استراتيجي طويل المدى، ويجعل الفريق رهين نتائج آنية لا تؤسس لمستقبل مستقر.

لم تعد الفئات الصغرى تجد الاهتمام الكافي، وأصبح اللاعب الشاب يشعر بالتهميش داخل ناديه الأم. و النتيجة الطبيعية هي هجرة المواهب نحو أكاديميات أو أندية أخرى تؤمن بالتكوين كخيار استراتيجي.

إذا أراد الرشاد استرجاع مكانته كمدرسة، فلا بد من إعادة الاعتبار لسياسة التكوين، وبناء مشروع يدمج الشبان تدريجياً في الفريق الأول. فالمجد الذي صنعه الفريق لم يكن نتاج انتدابات عابرة، بل ثمرة رؤية واضحة اعتمدت على قاعدة صلبة من أبناء النادي.

الرشاد البرنوصي يعيش اليوم مفارقة واضحة: اسم تاريخي عريق، لكن هوية باهتة في الحاضر. إعادة الاعتبار لمدرسة التكوين ليست مجرد خيار، بل هي السبيل الوحيد ليستعيد النادي إشعاعه ويسترجع ثقة جماهيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى