الدلاح الشيشاوي بين الجودة والأزمة: فلاحو شيشاوة يصرخون في صمت

وسط أجواء من الركود وتراجع كبير في الأسعار، عبر عدد من فلاحي منطقة شيشاوة، إلى جانب عدد من التجار، عن استيائهم العميق من تدهور وضعية تسويق منتوج “الدلاح” المحلي، المعروف بجودته العالية ونكهته المميزة. واعتبروا أن الموسم الفلاحي الحالي كان من بين الأصعب، بسبب ما وصفوه بـ”الضربات المتكررة” التي تلقوها، والتي كان أبرزها “انتشار فيروس مجهول”، إضافة إلى غياب الدعم الرسمي وانعدام البنيات الأساسية في السوق المحلي.

وأكد الفلاحون، في تصريحاتهم ، أن منتوج “الدلاح الشيشاوي” لا يزال يحتفظ بجودته المعتادة، مشيرين إلى أن منطقة سيدي المختار تعد من أبرز المناطق الفلاحية بالجهة، إلى جانب السويهلة والجلبانة، وهي مناطق تقصد من طرف تجار من مختلف مدن المغرب بهدف التزود بهذه السلع. ومع ذلك، عبر أحد الفلاحين بأسى قائلا: “الفلاح ما شد والو، السوق طايح، والبيع بـ16 ريال ما فيه حتى ربح”.

وفي ما يشبه اتهاما مباشرا، أرجع عدد من الفلاحين سبب الأزمة إلى “فيروس أصاب الدلاح المغربي”، مرجحين أن مصدره يعود إلى “الزريعة المستوردة من أوروبا”. كما أشاروا إلى أن المواد الكيماوية والمبيدات المستعملة اليوم أثرت سلبا على جودة المنتوج، مضيفين: “السلعة ما بقاتش فيها المذاق، والوضع أخطر من مجرد مرض زراعي، إنه تهديد حقيقي لأسر تعتمد كليا على الفلاحة كمصدر وحيد للرزق”.

ومع تفاقم الوضع، شدد المتضررون على غياب شبه تام للدعم الحكومي، لافتين إلى أن الحكومة سبق أن ألغت دعم منتوج الطماطم، وها هي اليوم تتجاهل معاناة فلاحين يعيشون ظروفا مشابهة مع الدلاح. كما اشتكوا من انعدام البنية التحتية الأساسية في الأسواق المحلية، قائلين: “ما كاين لا مرشي، لا طواليطات، لا حراسة. السوق قديم وتجاوزته الحاجة، ويجب إعادة تأهيله بشكل عاجل”.

و عبر أحد الفلاحين عن خشيته من اندثار الهوية الفلاحية لمنطقة شيشاوة، قائلا بأسى: “شيشاوة معروفة بالمنتوج المليح، واللي كيشري من هنا كيعرف الجودة. لكن مع تراجع الإقبال، واش بقات شي قيمة؟”. وأضاف بنبرة حازمة: “الفلاحة والكسابة هما اللي هازين البلاد، وإذا تخلينا عليهم، شكون غادي يبقى؟”.

وفي ختام تصريحاتهم، طالب الفلاحون بتدخل عاجل من السلطات المعنية لدعمهم، من خلال توفير أسواق منظمة، ومراقبة جودة الزريعة، ودعم المواد الأساسية، مشددين على أن “الفيروس كرفص الناس”. وعبر أحدهم عن حجم المعاناة بمرارة قائلا: “كاين اللي فالحبس ما شد والو، وكاين اللي دارت عليه الدنيا، والفلاح ساكت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى