“التحديات والآفاق: رؤية محمد المهدي بنسعيد لدعم قطاع الصحافة والإعلام في المغرب”

صرح محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بأن العالم يشهد اليوم “معركة تواصلية على الصعيد الدولي”، مؤكدا أن الوضع الحالي للصحافة المغربية “عادي جدا”، حيث تضم الساحة الإعلامية أصواتا تدعم منجزات البلد وأخرى تنتقدها.
خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أشار الوزير إلى أن نقاش مدونة الأسرة أظهر وجود أجواء ديمقراطية في البلاد، رغم وجود بعض الصحافة التي “تمارس التهييج”. وأكد أن الحكومة لا تربط دعمها للصحافة بمدى انتقادها للسلطة التنفيذية، مشددا على أهمية التمييز بين النقد البناء وبين السب والشتم.
واستعرض الوزير تفاصيل الدعم الاستثنائي للصحافة، الذي كان جزءا من جهود الدولة للتخفيف من تداعيات جائحة “كوفيد-19”. وذكر أن الحكومة تحملت أجور العاملين في القطاع وسددت ضرائب الدخل وواجبات الضمان الاجتماعي.
في سنة 2021، خصص لهذا الدعم 161 مليون درهم وارتفع إلى 167 مليون درهم في 2022، ثم إلى 314 مليون درهم في 2023، وصولا إلى 325 مليون درهم في 2024.
وأوضح الوزير أن الحكومة الحالية حافظت على نفس نهج الدعم الذي تبنته الحكومة السابقة، إدراكا منها لحاجة المقاولات الإعلامية إلى فترة زمنية للتعافي، معتبرا أن العودة إلى الدعم الطبيعي لما قبل الجائحة أمر ممكن في المستقبل القريب.
كما تحدث عن دعم الصحف التابعة للأحزاب السياسية، الذي بلغ مليون و400 ألف درهم، إضافة إلى تغطية تكاليف الطباعة والتوزيع.
أما في 2024، فقد تم توجيه 9 ملايين درهم للطباعة، دون تغطية تكاليف التوزيع بعد اكتشاف دخول أبناك كبرى في رأسمال بعض الصحف، مما دفع الحكومة إلى البحث عن نموذج اقتصادي جديد.
وأكد الوزير أن الدعم الجديد، الذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا، يهدف إلى تعزيز استقرار القطاع الإعلامي ومساعدة المؤسسات على التعافي. وتم التركيز على دعم الصحفيين باعتبارهم العنصر الأساسي في العمل الإعلامي.
وأشار بنسعيد إلى أن الاستفادة من الدعم مشروطة باحترام الاتفاقية الجماعية التي تحدد الحد الأدنى للأجور في قطاع الصحافة بـ5800 درهم، معتبرا أن الوقت قد حان لمراجعة هذا الرقم، نظرا لأهمية دور الصحفيين في تعزيز الديمقراطية والتنمية داخل الدولة.
ختاما، شدد الوزير على أهمية إيجاد نموذج اقتصادي مستدام للقطاع الإعلامي، بما يضمن استمراريته وقدرته على مواكبة التحولات المحلية والدولية.