استقالات تربك نادي الرشاد البرنوصي… ومعطيات مالية مثيرة للتساؤل في انتظار توضيحات رسمية

ع.مشواري

يشهد نادي الرشاد البرنوصي خلال هذه الفترة حالة من الاضطراب الإداري، بعد سلسلة من الاستقالات المتتالية التي طالت مسؤولين بارزين داخل المكتب المسير، وهو ما أثار نقاشا واسعا داخل الأوساط الرياضية بالمنطقة.

فقد قدم أمين المال، استقالته الأسبوع الماضي بشكل رسمي، منهيا بذلك مهامه المتعلقة بتدبير الشؤون المالية للنادي. وحسب ما يتم تداوله داخل محيط الفريق، فإن أسباب الاستقالة تعود إلى خلافات حول طريقة تنفيذ بعض العمليات البنكية المرتبطة بحساب النادي، حيث يؤكد مصدر مقرب أن أمين المال كان متشبثا باحترام المساطر القانونية التي تقتضي توقيعا مشتركا بينه وبين الرئيس عند كل عملية سحب مالي، وفق ما ينص عليه النظام المالي للجمعيات الرياضية.

وبحسب المصادر نفسها، فقد قام أمين المال بإشعار المؤسسة البنكية باستقالته، مبرزا أنه لم يعد يتحمل أي صفة تخوله التصرف أو المراقبة المالية داخل النادي، وذلك حرصا منه على احترام الضوابط القانونية المؤطرة للمحاسبة الجمعوية.

وفي سياق متصل، توصلت جريدة منبر الحي بمعطيات تفيد بأن نائب الرئيس وضع بدوره استقالته، في خطوة تزيد من حالة الغموض داخل المكتب المسير، في انتظار صدور بلاغات رسمية لتوضيح خلفيات هذه الاستقالات.

وتتداول بعض الأطراف داخل النادي أرقاما مالية تتعلق بمصاريف التسيير، حيث كان الرئيس السابق، السيد أحمد أموري، قد صرح عند نهاية ولايته بأنه صرف ما يقارب 400 مليون سنتيم خلال أكثر من ثلاثين سنة من تدبيره للنادي، وهو تصريح أثار في حينه مجموعة من الملاحظات والانتقادات من طرف بعض المتابعين للشأن الرياضي المحلي. وفي المقابل، يتداول داخل محيط النادي أن الرئيس الحالي تحدث عن نفقات تقدر بحوالي مليار سنتيم خلال خمس سنوات، وهي معطيات غير مؤكدة رسميا، وأثارت استغراب عدد من المهتمين بالنادي بالنظر إلى الفارق الكبير بين الأرقام المتداولة، مما يدفع إلى المطالبة بتقديم توضيحات رسمية وتدقيقات مالية وفقا لقواعد الشفافية والحكامة الجيدة.

وبالنظر إلى حساسية الوضع داخل النادي، يطالب عدد من الفاعلين المحليين بضرورة تدخل السيد عامل مقاطعات سيدي البرنوصي لمواكبة الملف، وضمان احترام النصوص القانونية المؤطرة للجمعيات الرياضية، وإنارة الرأي العام حول ما يجري داخل هذا الموروث الرياضي العريق.

ويبقى الرأي العام الرياضي في انتظار توضيحات رسمية من المكتب المسير، من أجل وضع حد للجدل الدائر وإعادة الاستقرار لنادي الرشاد البرنوصي.