أزمة الصحة في سيدي البرنوصي: وقفة احتجاجية تكشف عن اختلالات مزمنة في القطاع

شهدت مدينة الدار البيضاء، يوم الخميس، وقفة احتجاجية واسعة نظمتها الأطر الصحية أمام المندوبية الإقليمية بسيدي البرنوصي، وذلك تعبيرا عن غضبهم من التراكمات والاختلالات المزمنة التي ظل يعاني منها قطاع الصحة في الإقليم، والتي لم تقابل بحلول جدية من الجهات المعنية.
وقد رفع الأطباء المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للصحة العمومية شعارات تندد بالوضع الصحي المتدهور، منتقدين تقاعس الوزارة عن الاستجابة لمطالبهم، ومؤكدين أن استمرار هذه الاختلالات ألحق ضررا بالغا بالأطر الصحية وبالمواطنين على حد سواء.
وفي هذا السياق، أوضحت الكاتبة الإقليمية للنقابة، الدكتورة أمينة عريكة، أن اجتماعا سابقا عقد في العام المنصرم ناقش عددا من الإشكالات، إلا أنه لم يلق التجاوب المطلوب من المسؤولين، ما عمق من أزمة القطاع.
وأشارت الدكتورة عريكة إلى أن هشاشة العرض الصحي تمثل إحدى أبرز المعضلات التي تواجه المنطقة، خصوصا أن سيدي البرنوصي تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في الدار البيضاء. ورغم ذلك، فإن الإقليم لا يتوفر سوى على ثلاثة مستشفيات عمومية تعاني من ضعف كبير في التجهيزات، وتفتقر إلى الصيانة الدورية، فضلا عن غياب خدمات التحاليل الطبية، مما يثقل كاهل المواطنين والأطباء على حد سواء.

وأكدت المتحدثة أن الأطباء يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المواطنين الذين يطالبون بحقهم في العلاج، في حين يفتقر الطاقم الطبي إلى الوسائل الضرورية لتقديم الرعاية المطلوبة. وقد أدى هذا الوضع، في بعض الحالات، إلى حوادث اعتداء جسدي على الأطباء.
كما كشفت عن وجود نقص حاد في عدد الأطباء المتخصصين بالمنطقة، لافتة إلى أنه لا يوجد سوى طبيبة توليد واحدة وطبيبة أطفال واحدة على صعيد الإقليم بأكمله، وأضافت أن أي مغادرة لطبيب من منصبه لا تقابلها عملية تعويض، ما يزيد من حدة الأزمة.
وفي ظل هذا الواقع المتردي، عبرت الدكتورة عريكة عن أسفها إزاء هجرة عدد من الأطباء للبحث عن ظروف عمل أفضل خارج المغرب، محملة المسؤولية للسلطات الجهوية والإقليمية التي فشلت، حسب قولها، في اتخاذ قرارات حاسمة لإنقاذ المنظومة الصحية بالإقليم.
ويذكر أن سيدي البرنوصي يعد من أكثر الأحياء اكتظاظا بالسكان في الدار البيضاء، حيث بلغ عدد سكانه 706,362 نسمة وفقا لآخر إحصاء، ما يزيد من حجم الضغط على البنية الصحية الضعيفة أصلا.