مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي…وجوه غامضة في دهاليز الإدارة المحلية

ع.مشواري

يشهد مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي في الفترة الأخيرة حالة من الغموض في بعض جوانب تسييره الإداري، حيث لوحظ تردد بعض الأشخاص على المرافق والمكاتب بصفة منتظمة، دون أن تكون لهم صفة رسمية معلنة ضمن الطاقم الإداري أو المنتخبين.

هذا الواقع يطرح تساؤلات حول طبيعة الدور الذي يلعبه هؤلاء داخل المؤسسة، ومدى الصلاحيات الممنوحة لهم، خصوصا وأن المجلس مؤسسة منتخبة يفترض أن تعمل ضمن ضوابط قانونية واضحة تحافظ على مكانتها ومصداقيتها أمام المواطنين.

وتزداد علامات الاستفهام حين يلاحظ حضور هذه الوجوه في الزيارات الميدانية للمشاريع والمرافق الرياضية، ترافق الوفود الرسمية أو تشارك في أنشطة المجلس، ما يجعل من الضروري توضيح مهامها وانتماءاتها الإدارية.

تعددت التفسيرات بشأن سبب هذا التواجد، فهناك من يرى أنهم يساهمون في دعم جهات معينة في إطار الأنشطة المحلية، بينما يذهب آخرون إلى أن وجودهم مرتبط بأدوار تنظيمية أو تنسيقية غير معلنة. وفي كل الحالات، تبقى الحاجة إلى وضوح المسؤوليات والحدود الإدارية مطلبا أساسيا لضمان حسن سير العمل داخل المجلس.

إن الخطورة الحقيقية لا تكمن في مجرد الحضور المتكرر، بل في اختلاط الأدوار وتداخل الصلاحيات داخل مؤسسة يفترض أن تدار وفق قواعد شفافة ومنضبطة. فحين يصبح الفاصل بين الأدوار الرسمية وغير الرسمية غير واضح، قد تتأثر فعالية العمل الجماعي وثقة المواطنين في الأداء المحلي.

إثارة هذا الموضوع تأتي من منطلق حرص على الشفافية والمساءلة الإدارية، وليس للاتهام، بل من أجل تسليط الضوء على أهمية ضبط أدوار كل الأطراف داخل المجلس، وضمان احترام المرفق العام ومكانة المؤسسات المنتخبة.

وفي انتظار أي توضيحات رسمية، يظل التساؤل مطروحا: من هؤلاء الأشخاص الذين يتحركون داخل مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي؟ وما هو الدور الذي يقومون به فعليا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى