“حدائق سيدي البرنوصي… فضاءات خضراء على الورق فقط”

ع.مشواري
سيدي البرنوصي، هذا الحي الحيوي بمدينة الدار البيضاء، لطالما شكل متنفسا لسكانه بفضل ما كان يروج له من مشاريع لتهيئة الفضاءات الخضراء. لكن جولة بسيطة في بعض حدائقه كافية لكشف واقع مغاير لما تصفه اللوحات أو اليافطات الرسمية.
فعلى الرغم من وجود سياج معدني يوحي بأننا أمام حديقة، إلا أن الداخل يكشف عن فضاء مهمل، تغيب فيه الأعشاب الطبيعية وتذبل فيه الورود، ليحل محلها تراب أحمر قاحل. لا مقاعد نظيفة، ولا نظام سقي فعال، ولا أثر ليد تعتني أو عين تراقب.
المؤسف أن هذه الحدائق أنشأت لتكون متنفسا للأطفال، وملاذا للمسنين، وفسحة للراحة البيئية والجمالية. لكن الإهمال، وغياب الصيانة الدورية، حولها إلى فضاءات مهجورة تفقد يوما بعد يوم دورها الاجتماعي والبيئي.
المواطنون يتساءلون: أين الجهات المعنية؟ لماذا لا توجد متابعة صارمة لصيانة هذه الحدائق؟ ومن المسؤول عن إعادة الاعتبار لمساحات من المفروض أن تساهم في تحسين جودة الحياة في هذا الحي الشعبي النابض بالحيوية؟
إن سيدي البرنوصي لا تنقصه المبادرات، بل ينقصه التفعيل والاهتمام المستمر. فالفضاءات الخضراء ليست رفاهية، بل حق من حقوق الساكنة، ومؤشر على احترام البيئة والإنسان.