استعدادات استباقية لتفادي الفيضانات بالدار البيضاء وسط تقلبات جوية مرتقبة

أثارت التطورات المؤلمة التي شهدتها مدينة آسفي خلال الأيام الماضية موجة من القلق في أوساط المواطنين بعدد من المدن المغربية، خاصة في ظل الاضطرابات الجوية التي تعرفها المملكة. هذا التخوف ازداد لدى سكان الدار البيضاء، الذين ما زالت في ذاكرتهم آثار فيضانات سنة 2021 وما رافقها من تداعيات على مستوى تدبير قطاع التطهير السائل.
وفي هذا السياق، أكدت الشركة الجهوية متعددة الخدمات بجهة الدار البيضاء–سطات، المكلفة بتدبير هذا القطاع، أن الوضع بالعاصمة الاقتصادية يخضع لمراقبة دقيقة، وأن السيناريو الذي عاشته آسفي غير وارد تكراره، بفضل حزمة من الإجراءات الاستباقية التي تم اعتمادها لمواجهة أي طارئ محتمل.
وأوضح أحد مسؤولي الشركة أن الفرق التقنية والبشرية وضعت في حالة استعداد قصوى مباشرة بعد صدور النشرة الإنذارية التي حذرت من تساقطات مطرية قوية مصحوبة بعواصف رعدية. وقد جرى نشر هذه الفرق عبر مختلف أقاليم الجهة، مدعومة بوسائل لوجستية متطورة.
وأشار المسؤول ذاته إلى تعبئة مئات الأعوان المتخصصين في مجال التطهير السائل داخل المجال الحضري للدار البيضاء، إلى جانب تسخير عشرات الآليات الثقيلة والمضخات المتنقلة القادرة على التدخل السريع للتعامل مع تدفقات المياه المفاجئة.
وتركز التدخلات، بالأساس، على النقاط المعروفة بقابليتها لتجمع المياه، حيث يتم شفط المياه الراكدة وتنظيف قنوات الصرف الصحي بوسائل يدوية وميكانيكية، إضافة إلى مراقبة وصيانة منشآت تصريف مياه الأمطار، من أحواض ومصبات ومحطات ضخ، بهدف ضمان استمرارية الخدمات وتقليص المخاطر على الساكنة.
وتتم هذه العمليات بتنسيق مستمر مع السلطات المحلية، من خلال تفعيل خلايا اليقظة على مستوى المديريات الإقليمية، بما يضمن سرعة الاستجابة ونجاعة التدخل عند الحاجة.
كما عززت الشركة طاقة مركز التواصل مع الزبناء، تحسبا للارتفاع الملحوظ في عدد المكالمات خلال فترات التساقطات، وذلك لضمان استقبال شكاوى المواطنين وتوجيهها بسرعة إلى الفرق الميدانية المختصة.
وختم المسؤول بالتأكيد على أن هذه الجهود تندرج ضمن برنامج وقائي سنوي يهدف إلى صيانة شبكات التطهير، وتحسين قدرتها على استيعاب مياه الأمطار والمياه العادمة،





